رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بالفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024

نشر
مستقبل وطن نيوز

في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية أمسية ثقافية خاصة ضمن محور "كتاب وجوائز"، احتفاءً بالنقاد الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024.

أدار الندوة الإعلامي محمد عبده بدوي، المعروف بأسلوبه الراقي في تناول القضايا الثقافية، والذي أعرب عن سعادته بإدارة هذه الأمسية، مؤكدًا فخره كونه كان تلميذًا للدكتور سامي سليمان. كما نقل اعتذار الدكتور حسين حمودة عن الحضور، وقدم نبذة تعريفية عن الفائزين بالجائزة، مستعرضًا مسيرتهم الأكاديمية وإسهاماتهم النقدية والأدبية.

حسين حمودة.. رؤية نقدية تجمع بين التحليل والإبداع

يُعد الدكتور حسين حمودة أحد أبرز النقاد في الساحة الأدبية، حيث يجمع في دراساته بين الدقة الأكاديمية والحس الإبداعي، مما جعله يترك بصمات واضحة في مجال تحليل الرواية والقصة القصيرة. يسهم حمودة في تسليط الضوء على التيارات الأدبية الحديثة، من خلال قراءات نقدية معمقة تعكس فهمًا واسعًا للأدب العربي.

سامي سليمان.. النقد الأدبي ورحلة البحث في الثقافة العربية

أما الدكتور سامي سليمان، فيُعد أحد أبرز الباحثين في مجال النقد الأدبي، حيث يتميز بقدرته الفريدة على تحليل النصوص الأدبية واستكشاف أبعادها الجمالية والفكرية.

أكد سليمان أن جائزة الدولة التقديرية ليست مجرد تكريم، بل هي اعتراف بإسهامات حقيقية قدمها الفائزون في إثراء المشهد الأدبي. وأوضح أن هذا التكريم دفعه للتعمق أكثر في دراسة الأدب العربي القديم، والسعي للإجابة عن تساؤلات جوهرية، مثل:

  • كيف تؤثر الثقافة العربية في تشكيل الوعي الإنساني؟
  • ما موقع التراث الأدبي العربي في الثقافة الحديثة؟
  • كيف تفاعلت الثقافة العربية مع الثقافة الأوروبية على مدار التاريخ؟
  • كيف يمكن للثقافة العربية أن تكون معبرة عن الإنسان العربي وعن الإنسانية ككل؟

وشدد على أن الكتابة الصحيحة تبدأ من القراءة العميقة، لافتًا إلى أن تطوير مهارات الكتابة يتطلب فهماً دقيقًا للنصوص وتحليلاً نقديًا متعمقًا. كما أشار إلى تجربته الشخصية في المرحلة الإعدادية، حيث كان يجد صعوبة في إيجاد مرادفات للكلمات التي يقرأها، لكنه واصل تطوير أدواته اللغوية حتى أصبح متخصصًا في النقد الأدبي.

كما أكد سليمان أهمية اللغة العربية، باعتبارها أقدم اللغات الإنسانية، داعيًا إلى ضرورة غرس حبها في نفوس الأطفال، لضمان استمرار حضورها القوي في المشهد الثقافي.

غراء مهنا.. بين النقد والترجمة وتعزيز التواصل الثقافي

تُعد الدكتورة غراء مهنا من الشخصيات الأدبية البارزة في مجال الأدب المقارن واللغة الفرنسية، حيث امتدت مسيرتها الأكاديمية لأكثر من نصف قرن، وقدمت خلالها أكثر من 100 كتاب باللغتين العربية والفرنسية، إلى جانب العديد من الدراسات التي نشرتها في 12 دولة.

إسهاماتها الأكاديمية والثقافية جعلتها واحدة من أبرز الشخصيات التي عملت على تعزيز التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، لا سيما من خلال دراساتها المعمقة في الأدب الشعبي وأدب المقاومة.

ركزت أبحاثها على دراسة الأدب العربي والغربي من منظور مقارن، وعملت على ترجمة العديد من الأعمال الأدبية بين اللغتين العربية والفرنسية، مما ساهم في إبراز العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وفرنسا.

تكريم وجوائز مرموقة

حصلت الدكتورة غراء مهنا على عدة جوائز مرموقة، أبرزها:

  • وسام فارس الفرنسي: منحته لها الحكومة الفرنسية تقديرًا لإسهاماتها الأكاديمية والثقافية، خاصة في مجال الأدب المقارن والترجمة.
  • جائزة الدولة التقديرية المصرية: تُعد الجائزة الأهم في مسيرتها، نظرًا لأنها تمثل تقديرًا وطنيًا لجهودها الأكاديمية والثقافية.

أكدت مهنا أن جائزة الدولة التقديرية تمثل تتويجًا لمسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن، حيث كرست حياتها للأبحاث والدراسات النقدية والترجمة. ورغم حصولها على عدة جوائز دولية، فإنها ترى أن الجائزة المصرية تظل الأكثر أهمية بالنسبة لها، لأنها تعكس تقدير وطنها لجهودها العلمية والثقافية.

الثقافة العربية والتفاعل مع الفكر الأوروبي

تحدثت الدكتورة غراء عن تفاعل الثقافة العربية مع الأوروبية، مشيرة إلى أن رسالتها للماجستير تناولت الأدب الشعبي الفرنسي من خلال دراسة 15 حكاية فرنسية، بينما ركزت رسالتها للدكتوراه على أدب المقاومة، حيث أوضحت كيف أن فرنسا تحولت من مستعمَرة إلى دولة مستعمِرة، مما انعكس على إنتاجها الأدبي.

كما قامت بترجمة 15 حكاية مصرية إلى الفرنسية، ثم ترجمت بعد ذلك قصصًا فرنسية إلى العربية، موضحة مدى التشابه بين الثقافتين المصرية والفرنسية، وأهمية تعزيز العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب.

مشاريع ما بعد الجائزة.. استمرار المسيرة الإبداعية

فيما يتعلق بمشاريعها المستقبلية، أكدت الدكتورة غراء أنها ستواصل مشروعها في الكتابة بالفصحى للأطفال، باعتبارها وسيلة لتعزيز الهوية اللغوية للأجيال القادمة.

أما الدكتور سامي سليمان، فقد كشف عن عدد من المشاريع الأدبية التي يعمل عليها، من بينها:

  • "دراسة ثقافة الانقطاع": تحليل أسباب عدم اهتمام الجيل الجديد من النقاد والمثقفين بالتراث النقدي العربي.
  • مشروع أدبي استغرق 14 عامًا من البحث، يطمح إلى استكماله قريبًا.
  • دراسة العلاقة بين الشعر والسرد في الثقافة العربية المعاصرة، وهو مشروع بدأه عام 2005 ولا يزال يعمل عليه.

تكريم المبدعين.. رسالة الجائزة التقديرية

اختتم الإعلامي محمد عبده بدوي الأمسية بالتعبير عن فخره بحضور هذه النخبة من المفكرين والنقاد، الذين كان لهم دور بارز في إثراء المشهد الأدبي والثقافي في مصر والعالم العربي.

وأكد أن جائزة الدولة التقديرية ليست مجرد احتفاء بالمبدعين، بل هي أيضًا تقدير لجهودهم المستمرة في تطوير الفكر والنقد والبحث الأكاديمي. كما شدد على أهمية هذه الجوائز في تحفيز الأجيال الجديدة من الباحثين والأدباء لمواصلة الإبداع والمساهمة في بناء الوعي الثقافي العربي.

اختتمت الأمسية على أمل أن تظل جوائز الدولة التقديرية مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودافعًا للمزيد من العطاء في المجالات الأدبية والثقافية، بما يسهم في نهضة المشهد الثقافي المصري والعربي.

عاجل