ندوة بمعرض الكتاب تستعرض تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع
في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة المؤسسات اليوم ندوة بعنوان "تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع"، والتي أدارها الدكتور وليد شوشة، عميد المعهد العالي للنقد الفني - فرع الإسكندرية.
افتتح الدكتور وليد شوشة الندوة بكلمة أكد فيها أن مصطلح "المهرجانات" ليس له أصل لغوي في أي لغة عالمية، لكنه أصبح يشير إلى احتفالية كبرى استحدثها ممارسو هذه المهرجانات. وأوضح أن هذه الحركة بدأت بشكل عشوائي من قبل مجموعة من الشباب من المناطق العشوائية، الذين قاموا بتطوير أسلوب غنائي سمي بـ"المهرجانات"، والذي يتسم بعفويته وارتجاليته. وأضاف شوشة أن المهرجانات استطاعت أن تخلق لنفسها حركة موسيقية خاصة، مما أضاف إلى المشهد الفني في مصر شكلاً جديدًا من التعبير الفني.
المهرجانات في سياق التاريخ والتطور الفني
وأشار شوشة إلى تأثير الحروب العالمية على تغيير الثقافات وأشكال الفن، موضحًا أن الموسيقى والفنون تطورت بعد الحربين العالميتين بشكل كبير، إذ ظهرت أشكال جديدة مثل الجاز والروك آند رول. وأضاف أن المهرجانات في مصر هي جزء من هذا التغير المستمر في العالم، حيث يقوم مبدعوها بتوظيف الظروف المحيطة بهم والتعبير عن واقعهم من خلال فن عفوي غير تقليدي.
تأثير المهرجانات على الجيل الحالي والفنون الراقية
من جانبها، قالت الدكتورة سحر هلالي، عضو لجنة فنون الباليه والموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة، إن المهرجانات تحمل ملامح من ثقافة العصر الحديث، متأثرة بالتكنولوجيا ووسائل الإعلام المعاصرة. وأشارت إلى أن الجيل الحالي يعبر عن نفسه من خلال مزيج من الفنون الغربية مثل الهيب هوب وميخال جاكسون، إلى جانب التأثيرات الحركية الحديثة. ورغم أنها تعبر عن بيئات عشوائية، إلا أن هذه المهرجانات تعكس تجربة إنسانية حقيقية يجب فهمها ودمجها في الفنون الراقية.
وأضافت هلالي أن المهرجانات تعبر عن طبقة من الشباب لا يمكن تجاهلها، بل يجب فهمها ودمجها ضمن إطار الفنون المختلفة. كما أكدت على أهمية التعددية الفنية وعدم إلغاء الفن الكلاسيكي، فالمهرجانات لا تلغي الفلكلور الشعبي بل تساهم في تطويره.
موسيقى المهرجانات: التعبير عن الواقع والصدق الفني
الدكتور محمد سعد باشا، قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني، أكد في مداخلته أن المهرجانات تعبير صادق عن الواقع، مشيرًا إلى أن موسيقى الراب، على سبيل المثال، قد لا يكون مؤدوها مغنيين تقليديين، ولكنهم يعبرون بصدق عن مشاعرهم. وأوضح أن المهرجانات تمثل صورة صادقة عن الحياة الاجتماعية للشباب في العصر الحالي، وأن العمل الفني الصادق هو الذي يلقى النجاح.
المهرجانات بين الرفض والقبول
في ختام الندوة، شدد الدكتور سعد باشا على أن أي نوع من الفن يواجه الرفض في بدايته، مشيرًا إلى أن نجاح المهرجانات يرجع إلى كونها نابعة من المجتمع المصري. وأشار إلى أن حميد الشاعري مثال على فنان استطاع أن يغير المشهد الموسيقي المصري رغم كونه لا يتبع القواعد التقليدية للموسيقى.
ناقش المتحدثون في الندوة أهمية فهم وتقبل هذه الأنماط الفنية الجديدة كجزء من تطور الثقافة والفن في مصر والعالم، مشيرين إلى ضرورة دمج هذه الأنماط مع الفنون التقليدية لتحقيق توازن بين التطور والهوية الثقافية.