رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مصفاة النفط التركية «توبراش» تقلّص مشترياتها من روسيا تجنبًا للعقوبات الأمريكية

نشر
مستقبل وطن نيوز

تعتزم شركة "تكرير النفط التركية" (Turkiye Petrol Rafinerileri AS)، المعروفة باسم "توبراش"، تقليص مشترياتها من النفط والوقود الروسي، في خطوة تهدف إلى تجنّب انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة مؤخرًا. ووفقًا لمصدر مطّلع، ستتوقف الشركة، التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها، عن قبول الشحنات التي تتجاوز سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة الدول السبع، وذلك اعتبارًا من 27 فبراير.

عقوبات أمريكية صارمة على قطاع النفط الروسي

كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد فرضت، في 10 يناير الماضي، عقوبات واسعة على صادرات النفط الروسية، استهدفت 161 ناقلة واثنين من كبار المنتجين وعددًا من المتداولين، بالإضافة إلى شركة التأمين الروسية الرئيسية لشحنات النفط. ورغم أن "توبراش" أوقفت بالفعل شراء البراميل التي تتجاوز السقف السعري بعد فرض العقوبات، فإنها ستواصل استلام الشحنات حتى الموعد المحدد في 27 فبراير.

ويعني قرار "توبراش" بالالتزام بسقف الأسعار أنها تستجيب لمطالب القوى الغربية، التي تسعى منذ فترة طويلة إلى تقييد تدفق عائدات النفط الروسي بالدولار. في المقابل، كانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تتعامل مع أي كيان يلتزم بهذه القيود. وتشير بيانات "أرغوس ميديا" إلى أن خام "الأورال" الروسي يتأرجح حاليًا حول 60 دولارًا للبرميل، ما يثير التساؤلات حول استمرار رغبة الشركة التركية في الشراء.

تركيا.. ممر استراتيجي لتجارة النفط العالمية

تعتبر تركيا نقطة عبور حيوية لتجارة النفط العالمية، حيث يمر عبر مضيقي البوسفور والدردنيل شحنات بحرية تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار سنويًا. وفيما شددت السلطات التركية في السابق على ضرورة امتلاك السفن تأمينًا مناسبًا، بلغ متوسط مشتريات "توبراش" من الخام الروسي نحو 290 ألف برميل يوميًا بين يونيو ويناير.

وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تغييرات جوهرية في خريطة صادرات النفط الروسية، بعدما توقفت أوروبا، المشتري الرئيسي السابق، عن الاستيراد. ودفع ذلك موسكو إلى تعزيز اعتمادها على أسواق بديلة مثل تركيا، إلى جانب الهند والصين، اللتين تتعاملان بحذر متزايد مع الشحنات الخاضعة للعقوبات منذ 10 يناير.

أسطول الناقلات الروسية والالتفاف على العقوبات

لجأت روسيا سابقًا إلى أسطول ضخم من الناقلات، تديره عبر وسطاء، للالتفاف على العقوبات، حيث كانت هذه السفن تُمنع من استخدام التأمين الغربي عند تجاوز أسعار النفط السقف المحدد. وكانت شركة التأمين الروسية "إنغوستراخ" (Ingosstrakh Insurance Co)، ومقرها في موسكو، من بين الكيانات التي شملتها العقوبات الأميركية الأخيرة.

قيود صارمة على شحنات النفط الروسي إلى تركيا

وفقًا للمصدر ذاته، فإن جميع شحنات المنتجات البترولية الروسية إلى "توبراش" التي تتجاوز السقوف السعرية—60 دولارًا للنفط الخام، و100 دولار للوقود الممتاز، و45 دولارًا للمنتجات منخفضة الجودة—ستتوقف تمامًا اعتبارًا من 27 فبراير.

روسيا.. المورد الرئيسي للنفط إلى تركيا

أصبحت روسيا المورد الأول للنفط إلى تركيا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية في 2022، حيث شكّلت 65% من واردات أنقرة من الخام والمنتجات النفطية. وخلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023، استوردت تركيا نحو 29.1 مليون طن من روسيا، وفقًا لبيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة.

وفي عام 2023، اشترت "توبراش" نحو 180 ألف برميل يوميًا من خام "الأورال" الروسي، وهو ما يعادل 5.5% من إجمالي الصادرات الروسية المنقولة بحرًا، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ". كما استقبلت الشركة التركية نحو 90 ألف برميل يوميًا من المنتجات البترولية، معظمها ديزل، عبر ثلاثة موانئ تركية، وفقًا لبيانات "فورتكسا" (Vortexa Ltd).

عاجل