عقوبات جديدة من المملكة المتحدة تستهدف صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على خمس سفن وكيانين مرتبطين بصادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي، ويشمل ذلك ناقلات يُعتقد أنها تم تحميلها في أحدث منشآت التصدير الموجودة في منطقة القطب الشمالي. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية لمواجهة التأثير الروسي في سوق الطاقة، حيث تشدد المملكة المتحدة على التزامها بمواجهة محاولات تعزيز عائدات الطاقة الروسية.
تتضمن قائمة السفن التي تم فرض عقوبات عليها كلاً من "بايونير" و"آسيا إنرجي"، اللتين فرضت الولايات المتحدة أيضًا عقوبات عليهما في الشهر الماضي. وبحسب بيان حكومي نُشر يوم الخميس، فإن هاتين السفينتين قد قامت سابقًا بتحميل أول شحنتين من منشأة "أركتيك إل إن جي 2" (Arctic LNG 2) التي بدأت روسيا تشغيلها، على الرغم من القيود المفروضة من قبل الولايات المتحدة.
بيان الحكومة البريطانية
جاء في البيان الحكومي أن "إجراء اليوم يعتمد على الجهود المبذولة مع الحلفاء للتصدي لمحاولات روسيا تعزيز عائداتها المستقبلية من الطاقة". ويشير البيان إلى أن المملكة المتحدة قد فرضت الآن عقوبات على 15 سفينة وكياناً يشاركان في قطاع الغاز الطبيعي المسال الروسي، مما يوضح التوجه الاستراتيجي البريطاني في هذا المجال.
الاستراتيجية الروسية للغاز المسال
يبدو أن موسكو تتبع استراتيجية مشابهة لتلك المستخدمة في صادرات الغاز المسال، حيث كانت الردود السريعة من واشنطن تشمل فرض عقوبات، مما أدى إلى احتدام المنافسة التجارية في سوق الغاز الطبيعي المسال بين روسيا والولايات المتحدة. وتظهر هذه التطورات بوضوح الضغط المتزايد على طموحات روسيا في هذا القطاع الهام.
تأثير العقوبات على سوق الغاز
تؤكد الخطوة الأخيرة على استمرار الضغط على روسيا، التي تبقى واحدة من أكبر موردي الوقود فائق التبريد إلى الاتحاد الأوروبي. ورغم أن المملكة المتحدة قد حظرت جميع أنواع الغاز الروسي بعد بدء الحرب في أوكرانيا، إلا أنه لم يتم بعد فرض حظر شامل على مستوى الاتحاد الأوروبي على الوقود.
تحذيرات بشأن مشروع "أركتيك إل إن جي 2"
وفي نوفمبر 2023، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مشروع "أركتيك إل إن جي 2" حتى قبل بدء التشغيل. كما تم تحذير المشترين، بما في ذلك أولئك في أوروبا، من ضرورة توخي الحذر لتجنب انتهاك القيود الأمريكية، مما أضاف المزيد من التعقيدات أمام المشترين المحتملين للغاز من هذه المنشأة.
أسطول الظل الروسي للغاز
وفي إطار التصدي للعقوبات، قضت روسيا عدة أشهر في تطوير ما يُعتقد أنه أسطول ظل من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، على غرار الإجراءات التي اتخذتها بالنسبة للنفط. وتتميز هذه السفن بملكيتها الغامضة وتعاونها مع شركات تأمين غير معروفة، مما يعكس الجهود الروسية للتغلب على القيود الغربية.
وتستخدم السفن الروسية تكتيكات متنوعة للتغلب على العقوبات، مثل إخفاء موقعها عن طريق إيقاف تشغيل أنظمة التعرف الآلي أو التلاعب بها. وبالإضافة إلى ذلك، تُستخدم ناقلات نفط شبه متطابقة لنقل الخام الروسي بشكل سري بين إيران وعمان، في إطار جهودهم للالتفاف على الضغوط الغربية.
الاتجاهات الحالية لناقلة الغاز "بايونير"
تتجه ناقلة الغاز الطبيعي المسال "بايونير" حاليًا جنوبًا في البحر الأحمر بعد خروجها من قناة السويس، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. ومع ذلك، تبقى وجهتها النهائية غير معلومة، مما يسلط الضوء على الغموض المحيط بعمليات النقل الروسية في هذا السياق.