رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مسجد «الطنبغا المارداني».. الحياة تعود لأثر من العصر المملوكي بقلب القاهرة

نشر
مسجد «الطنبغا المارداني»
مسجد «الطنبغا المارداني»

يفتتح وزير السياحة والآثار أحمد عيسى غدا الثلاثاء المرحلة الثانية من ترميم مسجد الطنبغا المارداني الأثري بحي الدرب الأحمر بالقاهرة.. وكانت المرحلة الأولى من الترميم قد افتتحت في سبتمبر 2021، بحضور 15 سفيرا أجنبيا.
ويتميز المسجد بطراز معماري مميز، وقد تم إنشاؤه عام 740 هـ/1339م، وهو مسجد من عصر المماليك يقع جنوب باب زويلة، في حي الدرب الأحمر.
بنى المسجد الأمير الطنبغا المارداني على نمط المساجد الجامعة على مشارف القاهرة في العصور الوسطى، بمساعدة كبيرة من السلطان الناصر محمد.. وللمسجد مخطط أعمدة يشبه مسجد الناصر، وجدرانه الخارجية مزينة بأسلوب معماري مملوكي نموذجي، وفي وقت بنائه، كان من أفخم المساجد المزخرفة في القاهرة.
يتميز المسجد بأول مئذنة مثمنة بالكامل وقبة كبيرة، بالإضافة إلى أنماط معمارية أخرى يرتبط تاريخها وفخامتها ارتباطا مباشرا بحياة المارداني، حيث تم بناؤها برعاية والد زوجته، السلطان محمد، وتبرعات كبيرة من المارداني نفسه.
يبلغ عرض المسجد 20 مترا وطوله 22.5 متر ويتوسطه صحن تحيط به 4 أروقة، أعمقها وأكبرها الرواق الذي يأخذ اتجاه قبلة الصلاة. 
وللمسجد 3 أبواب وتوجد على يسار المدخل هذا المئذنة المكونة من ثلاث دورات، وللمسجد قبة بـ8 أعمدة جرانيتية تسبق المحراب.
وتقع المئذنة على يسار المدخل الرئيسي، وهي أقدم مثال معروف للجناح والجناح المثمنين بالكامل، وهي أيضا أقدم مئذنة متوجة بقمة ليست من نوع المبخرة. وبدلا من ذلك، توضع اللمبة ذات الشكل الكمثري أعلى الجناح ذي الأعمدة الثمانية المتوج بالمقرنصات. 
وتتوسط الصحن نافورة مثمنة (8 أضلاع)، رخامية، وواجهة الرواق الشمالي مغطاة برخام نقش عليه تاريخ الإنشاء، وباقي أجزاء حائط القبلة مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف.
وتتميز قبة المسجد الواقعة فوق منطقة المحراب بأنها أصغر قليلا من قبة مسجد الناصر محمد ولها مثلثات خشبية مطلية ومذهبة، والنوافذ في المنطقة بين السقف والقبة عبارة عن كوة واحدة فوق خليجين، ومزينة بشوايات من الجص الأرابيسك المليئة بالزجاج الملون.
وسبق أن تم ترميم المسجد من قبل لجنة حفظ آثار الفن العربي بين عامي 1895-1903، وبعد ذلك من الإهمال والتدهور التدريجي. 
وتضرر المسجد أيضا من الرطوبة والأضرار المائية بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسرب مياه الصرف الصحي من الأحياء المجاورة، وكانت قاعة الصلاة في حالة سيئة للغاية، ظهرت تشققات في الجدران وأصبحت زخرفة الألواح الرخامية ضعيفة بشكل خاص.
وفي عام 2018 بدأ مشروع ترميم المسجد بالتعاون بين الحكومة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار وخدمات الآغا خان الثقافية - مصر (جزء من شبكة الآغا خان للتنمية)، وقد افتتحت المرحلة الأولى منه في 2021 بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

عاجل