رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

جوتيريش: 25 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات منقذة للأرواح

نشر
أنطونيو جوتيريش الأمين
أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

أكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن اليوم يصادف بلوغ علامة فارقة تبعث على الأسى، وهي مرور عام على اندلاع القتال في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

واضاف: هذا أكثر من مجرد نزاع بين طرفين متحاربين، إنها حرب تستهدف الشعب السوداني، وهي حرب ضد آلاف المدنيين الذين قتلوا، وعشرات الآلاف غيرهم ممن شوهوا مدى الحياة.

وتابع قائلا: هي حرب ضد 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وتواجه المجتمعات المحلية الآن التهديد المرعب بالمجاعة في الأشهر المقبلة، وضد القرى والمنازل والمستشفيات والمدارس والأنظمة الحيوية التي تحولت إلى أنقاض في بؤر النزاع.

واستطرد جوتيريش قائلا: إنها حرب ضد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فالهجمات العشوائية التي تسفر عن مقتل وإصابة المدنيين وترهيبهم يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقال: إن قوافل المعونة قد تعرضت للهجمات واستهدف الأفراد والمستودعات بالاعتداءات.

وأضاف: تتعرض النساء والفتيات لأعمال العنف الجنسي المتفشية، وفي هذه الأثناء، أصبح تأثير النزاع يمتد إلى خارج الحدود.

وتابع قائلا: لقد فرّ أكثر من 8 ملايين شخص من ديارهم بحثا عن الأمان، منهم 1,8 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة، وبعد مرور عام على اندلاع النزاع، يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، إلى مساعدات منقذة للأرواح.

وقال أيضا: إن التقارير الأخيرة عن تصاعد الأعمال العدائية في الفاشر – عاصمة شمال دارفور – تشكل سببا جديدا للقلق العميق.

وأضاف: خلال عطلة نهاية الأسبوع، هاجمت ميليشيات تابعة لقوات الدعم السريع قرى غرب المدينة وأحرقتها، مما أدى إلى نزوح جديد واسع النطاق ومخاوف من السيطرة على مصدر المياه الوحيد القريب من الفاشر – وهي عاصمة شمال دارفور ومدينة يقطنها مئات الآلاف من السكان.

وقال: استمر القتال اليوم في ضواحي الفاشر، وأدت الهجمات المضادة إلى سقوط المزيد من القتلى والمصابين.

وأكد جوتيرتش: إن أي هجوم على الفاشر سيكون مدمرا بالنسبة للمدنيين ويمكن أن يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل في جميع أنحاء دارفور، كما أن من شأنه أن يقلب عمليات الإغاثة رأسا على عقب في منطقة هي بالفعل على حافة المجاعة، حيث إن الفاشر كانت دائما مركزا إنسانيا بالغ الأهمية للأمم المتحدة.

وأوضح انطونيو جوتيريش قائلا: ينبغي على جميع الأطراف تسهيل المرور الآمن والسريع ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني وللإمدادات الإنسانية عبر جميع الطرق المتاحة إلى الفاشر.

وأشار بالقول: يشمل ذلك الموافقة على حركة القوافل في الوقت المناسب وتجنب أية إجراءات يمكن أن تؤخر أو تعرقل التحركات الإنسانية.

كما أكد قائلا: يجب علينا جميعا أن نبذل كل ما في وسعنا لضمان أقصى قدر من المساعدة الإنسانية في دارفور والأماكن الأخرى.

وقال: استضافت اليوم حكومات فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان والبلدان المجاورة له.

 وقال الأمين العام للأمم المتحدة أن، الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى دعم وسخاء المجتمع الدولي لمساعدته على الخروج من هذا الكابوس، لكن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان البالغة قيمتها 2,7 مليار دولار لم يوّفر لها التمويل إلا بنسبة 6 في المائة قبل المؤتمر.

      وأضاف إن لم يوفر التمويل للخطة الإقليمية لإغاثة اللاجئين من جراء الأزمة السودانية البالغة قيمتها 1,4 مليار دولار سوى ما نسبته 7 في المائة، وفي الوقت نفسه، وكما هو مبيّن في التزاماتها التي تعهدت بها في جدّة، يجب على جميع الأطراف ضمان إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل – عبر الحدود وخطوط القتال - حتى يتسنى بلوغ المعونة الحيوية الأماكن التي تشتد فيها الحاجة إليها.

 وقال: يجب على هذه الأطراف الاستجابة لدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى ضمان إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق، وإلى توفير الحماية للمدنيين.

  ونوه قائلا: الشعب السوداني في حاجة إلى ما هو أكثر من الدعم الإنساني، إنه في حاجة إلى وقف إراقة الدماء، وهو في حاجة إلى السلام.

وقال: يشمل ذلك الالتقاء بقادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فضلا عن القادة في أنحاء القرن الأفريقي ومنطقة الخليج، ويشمل ذلك أيضا بذل المساعي لدى الاتحاد الأفريقي؛ والإيغاد -- ‎‎الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية‏‏؛ وجامعة الدول العربية؛ والدول الأعضاء الرئيسية.

  واختتم بالقول: مستقبل السودان يستلزم من جميع السودانيين المشاركة وتقديم المساهمات وعرض ما لديهم من رؤى.

عاجل