دلالات عديدة لمشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين بعد الانضمام إلى بريكس
تحمل مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين، غدًا السبت، دلالات عديدة، خصوصًا بعد إعلان انضمام مصر لتجمع البريكس الاقتصادي بأيام قليلة.
ويشارك الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، وذلك في ضوء أهمية مشاركة مصر في القمة التي تُعقد في ظرف دولي دقيق، والعلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والهند.
دلالات مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين بعد بريكس
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، تأتى قمة مجموعة العشرين في دورتها المقبلة بعد أيام قليلة من دعوة مصر للانضمام إلى تجمع بريكس اعتبارا من العام المقبل، لتعكس الثقل الذي باتت تتمتع به مصر دوليًا وإقليميًا وقدرتهًا على المناورة بقوة واستقلالية، في ظل حالة استقطاب غير مسبوقة من جانب القوى العظمى المتصارعة حاليًا، وتعكس بالتوازي تقدير العالم للخطوات الصائبة التي تسير بها مصر في جمهوريتها الجديدة نحو الانطلاق.
ويرى المراقبون، أن انضمام مصر إلى البريكس ومشاركتها في قمة مجموعة العشرين يُعد شهادة إضافية من كبريات الاقتصادات العالمية والبازغة على أن مصر تسير على الطريق الصحيح سياسيًا واقتصاديًا، تأكيدًا على مكانة مصر وما تملكه من فرص واعدة ومقومات سياسية واقتصادية وتجارية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي، بما يؤهلها لتعزيز علاقاتها مع هذا المحفل التنموي والسياسي والاقتصادي المهم.
وأوضح المراقبون، أن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين وقبلها عضوية البريكس تعكس مدى استقلالية القرار الاستراتيجي والتكتيكي المصري، فضلًا عن المعطيات الإضافية التي وفرتها السياسات التي اتبعتها القيادة المصرية، مما أسهم في تعزيز مكانة مصر الجيواستراتيجية ووضعها على المسار الصحيح لتنتقل من صفوف الاقتصادات البازغة إلى مصاف القوى الاقتصادية الكبرى.
السياسة المصرية ذات سمات فريدة
وكشف المراقبون، أن السياسة الخارجية المصرية في ظل القيادة السياسية الطموحة لمصر منذ عام 2014 باتت لها سمات فريدة تميزت ببعد النظر والقراءة المبكرة لمسار المتغيرات على الساحة الدولية وفى الدوائر الإقليمية، وقد نجحت مصر خلال عشر سنوات من العمل الشاق والعزيمة الصادقة أن تتبوأ مكانتها ودورها الإقليمي الفاعل والنزيه فتمكَّنت باقتدار من تجاوز مرحلة استعادة التوازن إلى استعادة النفوذ والتأثير، وأن تكون طرفًا مؤثرًا في مُحيطها الإقليمي وعلى الساحة الدولية.
وأضافوا: «لم يكن من المستغرب أن يتم دعوة مصر كدولة ضيف للعشرين فبخلاف دورها القيادي وتسارع وتيرة نمو اقتصادها والإنجازات التي تحققت في أرض الكنانة خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن الدوائر السياسية والاقتصادية الدولية باتت تدرك أن مصر المستقبل هي أرض الفرص وأحد اللاعبين الكبار على الساحة الدولية.
وفي هذا الإطار، حرصت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين على توجيه الدعوة لمصر للمشاركة كضيف للرئاسة في كل اجتماعات مجموعة العشرين خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة، التي تستمر لمدة عام.
موضوعات الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين
ويركز الرئيس السيسي خلال أعمال قمة مجموعة العشرين على مختلف الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، والإفريقية على وجه الخصوص، لاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي على نحو متكافئ، على خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا متبادلة تساهم في جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية لجميع الأطراف، وضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة، للعديد من الأزمات العالمية المتلاحقة.
ويناقش الرئيس السيسي، خلال فعاليات القمة، ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار الاتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
مدة وموضوعات قمة مجموعة العشرين
ويجتمع كبار قادة دول العالم، في العاصمة الهندية نيودلهي، في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين، خلال الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر الجاري.
ومن المنتظر أن تناقش قمة مجموعة العشرين المقبلة التنمية المستدامة، فضلًا عن الصراع الدائر في أوكرانيا، مواجهة التغيرات المناخية.