السعودية تدين الاعتداء على سفارتها في السودان
أدانت المملكة العربية السعودية بأشد العبارات "ما قامت به بعض الجماعات المسلحة من تخريب وعبث" في مبنى سفارة السعودية لدى السودان والملحقيات التابعة لها، بالإضافة إلى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين في السفارة.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان، رفضها كافة أشكال العنف والتخريب تجاه البعثات والممثليات الدبلوماسية، مشددة على أهمية التصدي لتلك الجماعات المسلحة التي "تحاول النيل من عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه".
وكان تلقى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، اتصالًا هاتفيًا من فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية السعودي، بحسب بيان صادر عن الجيش السوداني، نقلته "القاهرة الإخبارية".
فتح مسارات للمساعدات الإنسانية
وأكد عبدالفتاح البرهان خلال الاتصال الهاتفي ضرورة التزام المتمردين بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه.
وشكر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، وزير الخارجية السعودي والمملكة العربية على جهودهم.
تزايد القلق في أوساط سكان مدينة الخرطوم عاصمة السودان بعد سقوط عشرات المدنيين بسبب القصف العشوائي الذي طال معظم الأحياء السكنية مع تفاقم حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي دخل أسبوعه الثامن.
وقتل مطلع الأسبوع أكثر من 18 شخصا في حي "مايو" المكتظ بالسكان في جنوب الخرطوم، وأصيب أكثر من 120 آخرين بعد سقوط عدة قذائف في الحي الشعبي الذي يعيش فيه أكثر من مليون شخص ويعتبر أحد أكثر أحياء العاصمة اكتظاظا بالسكان.
وبعد ساعات من ذلك قتل وأصيب نحو 10 مدنيين كانوا عالقين وسط اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال في منطقة "العشرة" السكنية الواقعة في وسط الخرطوم.
وشهدت مناطق "الحاج يوسف" و"الجريف" بشرق العاصمة سقوط عشرات الضحايا أيضا بعد تزايد استخدام القنابل المتفجرة في الأحياء السكنية خلال الأيام الأخيرة.
وقال عادل حسن وهو من سكان منطقة "الحاج يوسف" لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأحياء السكنية في المنطقة أصبحت تشهد هجمات جوية وأرضية متكررة خلال الأيام الماضية مما أدى إلى تزايد عدد الضحايا بين المدنيين.
وأشار حسن إلى وجود الكثير من الضحايا تحت أنقاض عشرات المباني السكنية والخدمية التي تعرضت للقصف.
وأكد شهود عيان لموقع "سكاي نيوز عربية"، وفاة 7 أشخاص من أسرة واحدة بالمنطقة بعد قصف منزلهم.
وضمت قائمة الضحايا أطفالا ونساء وطاعنين في السن وشباب ونجوم كرة كبار مثل لاعب المنتخب الوطني السوداني حسن بركية الذي قتل إثر سقوط شظية في منزله في شرق النيل.
القتال يطال المناطق السكنية
بعد أن كان القتال منحصرا خلال الأسابيع الأولى في مناطق التجمعات العسكرية والمنشآت الاستراتيجية، شهدت الفترة الأخيرة تحولا ملحوظا نحو استهداف المناطق السكنية والمدنية مما أدى إلى زيادة حدة النزوح من العاصمة التي تقول تقارير غير مؤكدة إن 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة قد غادروها بالفعل إلى مناطق داخلية أكثر أمنا أو إلى خارج البلاد.
ويأتي هذا في ظل تزايد نداءات الاستغاثة من جانب السكان المحليين المطالبين بتوفير الكوادر والمواد الطبية بعد تعثر الوصول إلى المستشفيات الكبيرة التي خرج أكثر من 60 في المئة عن الخدمة فعليا بحسب نقابة أطباء السودان المركزية.