رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مستثمرون عالميون يرغبون في نقل مقار أعمالهم إلى الشواطئ

نشر
أرشيفية
أرشيفية

يحاول العاملون في القطاع المالي حول العالم اللحاق برائد الأعمال كين جريفين إلى ميامي، حيث نقل جريفين مقر صندوق التحوط الخاص به "سيتادل" (Citadel)، قائمة رغبات المستثمرين، عند سؤالهم عن المكان الذي سينتقلون إليه في حال كانت لديهم القدرة على العمل من أي مكان في العالم.

تظهر المنطقة الجنوبية المشمسة التي تتسم بضرائب منخفضة، وتحديداً ميامي، باعتبارها منافس لسنغافورة ونيويورك على لقب السوق السكنية الأكثر سخونة خلال العام الجاري، بحسب أحدث استطلاع أجرته "إم إل آي في بلس" (MLIV Pulse).


سرعان ما تحول عالم المال إلى مناخات أعمال ودية أثناء الوباء، حيث أنشأت "سيتادل" متجراً في الفندق الفاخر "فور سيزونز" في بالم بيتش، الأمر الذي أسهم في إنشاء ما يُعرف الآن بـ"وول ستريت ساوث". انتقل كل من "جولدمان ساكس جروب" و"أبولو جلوبال مانجمنت" (Apollo Global Management) و"بلاكستون" (Blackstone) إلى تلك المنطقة أيضاً، كما تتطلع شركة "ريليتد كومبانيز" (Related Cos) التابعة للملياردير ستيفن روس للتوسع في فلوريدا حيث ينتقل الناس للحصول على وظائف.

توقعات قاتمة لسوق الإسكان
تبدو التوقعات المتعلقة بسوق الإسكان الأوسع نطاقاً في الولايات المتحدة قاتمة، بالرغم من أن العقارات المطلة على الواجهة البحرية بالولاية المشمسة قيمتها تقدر بمبالغ قياسية.

قال المستثمرون في الاستطلاع الذي أجري بين 6 و10 فبراير إن معدلات الرهن العقاري ستظل أعلى من 5.5% هذا العام، فيما يتوقع البعض انخفاض أسعار المنازل من ذروتها بنسبة قياسية تتجاوز الـ10%، وهذا الأمر قد يضر في النهاية بثقة وإنفاق الأميركيين الذين اعتادوا ارتفاع أسعار المنازل بشكل أساسي، وبالتالي التأثير على الاقتصاد الأوسع.

تضاعفت معدلات الرهن العقاري العام الماضي، الأمر الذي فاقم تحديات القدرة على تحمل التكاليف الناتجة عن ارتفاع أسعار المنازل وركود سوق الإسكان. كان تشييد المباني السكنية سلبي التأثير على الناتج المحلي الإجمالي خلال الأرباع السنوية السبعة الماضية، ويتوقع غالبية المستطلعين البالغ عددهم 510 استمرار هذه التحديات حتى نهاية العام الجاري على الأقل.

لم تنخفض أسعار المنازل الأمريكية بشكل كبير خلال العقدين السابقين للأزمة المالية العالمية. استغرق تعافى مؤشر "كيس-شيلر" الوطني لأسعار المنازل 10 أعوام تقريباً، واتخذت الأسعار مساراً صعودياً منذ ذلك الوقت، حتى بلغت ذروتها في يونيو، عندما بلغت معدلات الرهن العقاري مستوى 5.5%.

تردد كبير في عرض المنازل للبيع
تكاليف الاقتراض المرتفعة، الناتجة عن الحملة العنيفة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم، جعلت المُلاك الحاليين مترددين في عرض منازلهم للبيع والتخلي عن الرهون العقارية التي كانت منخفضة عندما حصلوا عليها. كما أن تجديد المنزل قبل طرحه للبيع في السوق، وهو دائماً ما يكون أمراً مكلفاً، أصبح باهظ الثمن نظراً لارتفاع تكاليف العمالة والمواد.

مع ذلك، مع اقتراب الولايات المتحدة من موسم البيع في الربيع، وهو وقت ذروة النشاط والذي يأتي على غرار عيد الميلاد بالنسبة لتجار التجزئة، بدأت بعض علامات التعافي في الظهور.

ارتفعت مبيعات المنازل المعلقة بشكل غير متوقع في ديسمبر، وارتفعت أسهم شركات الإنشاءات بنحو 50% منذ أن سجلت أدنى مستوياتها في يونيو، بدعم من النتائج الأفضل من المتوقع لشركات مثل "دي. أر. هورتون" (D.R. Horton) و"بولت غروب" (PulteGroup).

رغم اختلاف الأسعار الإقليمية في جميع أنحاء البلاد، فإن ضواحي نيويورك تشهد الآن حروب عطاءات، مما يوضح كيف يمكن أن يحافظ انخفاض المخزون على ارتفاع أسعار المنازل بغض النظر عن ارتفاع تكاليف الاقتراض.

انخفاض متوقع في أسعار المنازل
قال دوج دنكان، كبير الاقتصاديين لدى عملاق الرهن العقاري "فاني ماي" (Fannie Mae) في مقابلة: "لم نحل مشكلة العرض، بجانب وجود مشكلة تتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف". تابع أن الموضوع المتناول في 2023 سيتعلق بانتظار القدرة على تحمل التكاليف، متوقعاً انخفاضاً تراكمياً نسبته 6.7% في أسعار المنازل خلال العامين المقبلين مع امتداد القدرة على تحمل التكاليف بشكل غير مستدام.

في الوقت نفسه، ارتفعت الأسعار التي يطلبها البائعون في المنازل بأكثر من 10% على أساس سنوي في بلدات شمال مانهاتن التي تضم مدارس ذات تقييمات مرتفعة.

في حين أن المشاركين في "إم إل آي في بلس" أشاروا في الغالب إلى سنغافورة عند استطلاع آرائهم بشأن أكثر الأسواق السكنية إثارة حول العالم، حيث يعزز استقرار الدولة المدينة والبنية التحتية جاذبيتها كمركز مالي آسيوي، خاصة أن الصين تشدد قبضتها على هونغ كونغ، كما أطلقت الحكومة هناك سياسات لجذب ذوي الدخل المرتفع والأثرياء، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل الخاصة بنسبة 8.6% العام الماضي.

عاجل