معركة الفردان.. تدمير 30 دبابة إسرائيلية وأسر قائدها في نصف ساعة
في اليوم الثالث لحرب أكتوبر المجيدة، وبالتحديد يوم 8 أكتوبر 1973 وقعت معركة الفردان، حين قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع إسرائيلى (ما بين 75 حتى 100 دبابة) وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى.
معركة الفردان الشرسة روى تفاصيلها المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973، قائلا: اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان قائد الفرقة التي يتبعها لواء نيتكا 190 مدرعًا في النجاح.
وتابع الجسمي في روايته عن معركة الفردان خلال مذكراته: فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذًا لخطة حسن أبو سعدة، وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية.
وقال المشير الجمسي عن معركة الفردان: كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثين دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل.
ولم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية، وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب.
المشير الجمسي وصف شعوره بعد هذه اللحظة في معركة الفردان قائلا: "لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة، اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ، وقد أسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو".
رعب في القوات الإسرائيلية
ووصف الجنرال إبراهام آدان، في كتابه «على ضفتى قناة السويس»، هذه المعركة بأنها كانت أكبر أخطائه، قائلا: "كانت أكبر أخطائى هو هجومى في اتجاه القناة، لقد أحسست في الثامن من أكتوبر بضغوطهم على بينما لم يكن يحدث مثل ذلك في الحروب السابقة، ولم يكن أمامى مفر سوى أن أستجيب، لم أعرف أن الخطة المتفق عليها في اليوم السابق قد تغيرت.
وتابع: "لست أتنصل من مسئولية ما حاق بالفرقة المدرعة التي توليت قيادتها من فشل، فقد كان الأسلوب القتالى للفرقة متخلفا، وكان التنسيق والسيطرة من جانبى على قواتى غير كافيين، وفي الهجوم الثاني لم أنجح في تدعيم لواء نيتكا حتى لا يهاجم العدو بمفرده، وكان قادة ألويتى المدرعة على نفس هذا الحال، فقد كانت سيطرتهم وتنسيقهم بين قواتهم غير كافيين، ولم يكن هناك مبرر ليدفعوا بنا للهجوم على مقربة من القناة في الوقت الذي كان علينا أن ننتشر جنوبا، لقد كان أساس الفشل أننا هاجمنا وحدنا بلا مشاة وبلا مساعدة سواء من المدفعية أو من الطيران".
أسلوب جديد في القتال
أما جمال حماد المؤرخ العسكرى فيتحدث عن معركة الفردان قائلا: " كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة، وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا وعلى مسئوليته الشخصية ولكن المفاجأة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح وبمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل انطلقت عليهم النيران من كافة الأسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم".
وخلال دقائق، تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة، كما تم أسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع جمال حماد المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية.