إسماعيل ياسين.. قصة عطل التليفون الذى أنهى حياة «المضحك الحزين»

تحت سماء مدينة السويس، منذ 109 سنوات مرت، وتحديدا في 15 سبتمبر 1912 ، ولد الفنان الكوميدي الأكثر شهرة في تاريخ السينما المصرية الفنان الراحل إسماعيل ياسين، وفي مثل هذا اليوم رحل الفنان المضحك الباكي اسماعيل ياسين.

وفي طفولة اسماعيل ياسين توفيت والدته وانتهت حياته مع والده تاجر الذهب الشهير في مدينة البسالة ، فالتحق بأحد معسكرات السويس ، ثم دخل المدرسة الابتدائية.

في ذكرى ميلادها.. سر غضب إسماعيل ياسين بسبب زينات صدقي

رياض القصبجي.. الشاويش عطية لم يزره إسماعيل ياسين في مرضه الأخير

إفلاس والد اسماعيل ياسين والعيش في حياة البؤساء

(أبو ضحكة جنان) اسماعيل ياسين حياته كانت على النقيض التام من شخصيته الكوميديا الضاحكة التي عرفناها في جميع أعماله الفنية، عاش عيشة البؤساء بعد أن أشهر والده إفلاسه، وفصل من المدرسة، واضطر للعمل كمنادي في السوق لمحل أقمشة.

في عمر 17 عامًا، قرر الفنان إسماعيل ياسين العيش بالقاهرة، من أجل احتراف الفن، الذي قدم له ما يزيد عن 166 فيلمًا، بخلاف المسرحيات، والمنولوجات التي أشتهر بتقديمها في "كازينوهات" مصر الشهيرة في فترة الأربعينيات من القرن الـ20.

إسماعيل ياسين رئيسًا لتحرير جريدة لم تنجح

كثير من الناس لا تعلم أن إسماعيل ياسين كان له تجربة صحفية في مطلع خمسينيات القرن الماضي، بتأسيس جريدة تحمل اسم"جريدة إسماعيل ياسين"، صحيح أن التجربة لم يكتب لها النجاح والشهرة كصاحبها، إلا أنها كانت خفيفة الظل مثله، هذا ما دلت عليه"ترويسة" العدد الأول، المكتوب فيها: "هذه الصحيفة أسبوعية مستقلة، لسان حال الفرفشة والضحك، ورئيس تحريرها أنا وأنت في الهوى، ورقم العدد: في اللمون".

"لبناني في الجامعة" و"بنت البلد" أبرز أعمال ياسين المغمورة 

الأفلام النادرة لـ(أبو ضحكة جنان) أكثر من أعماله المشهورة، في عام 1947 كان إسماعيل ياسين أحد أبطال فيلم"لبناني في الجامعة"، ويدور حول شاب وفتاة جامعيين تجمعهما علاقة حب، إلا أن هناك فتاة أخرى تحب هذا الشاب وتحاول أن تستولى عليه، فتدبر للتفرقة بينه وبين من أحب، فترسل لوالده المقيم في لبنان رسالة تشوه فيها سلوك الابن ومن ارتبط بها، الفيلم تأليف حسن توفيق، إخراج حسين فوزي، بطولة صباح، محمد سلمان، بشارة واكيم، زوزو نبيل، وثريا فخري.

فيلم"بنت البلد"، من الأعمال المنضمة لقائمة(الأفلام الغير مشهورة) لـ إسماعيل ياسين، تم إنتاجه عام 1954، تبدأ أحداثه بظهور أبن كبير الرحيمية الشخصية التي جسدها إسماعيل ياسين، الذي يرسله والده عبد الرحيم إلى باريس للدراسة، يصادفه محتال ويوقعه في شباك راقصة تبتز أمواله، وتطالبه بالزواج، فيرسل إسماعيل لوالده يطالبه بمبلغ كبير لإتمام زواجه، يثور الأب، ويسافر إلى فرنسا وترافقه ابنة أخيه التي تحب إسماعيل الفيلم تأليف وإخراج حسن الصيفي، بطولة نجاة، كيتي، محمد التابعي، السيد بدير، واستيفان روستي.

فرقة إسماعيل ياسين المسرحية نجحت 12 عامًا.. والتليفزيون تسبب في تصفيتها

السيناريست والمؤلف أبو السعود الإبياري، اسم ومحطة بارزة في حياة أشهر مونولجست في مصر، فلا تستطيع رصد حياة إسماعيل ياسين دون التطرق للإبياري، الذي أسس مع إسماعيل ياسين فرقة مسرحية عام 1954.

قرار اسماعيل ياسين والإبياري بتأسيس فرقة مسرحية، جاء بعد أن ضعفت الحركة المسرحية، وابتلعت السينما كل الجهود الفنية، وكان مجرد التفكير في تكوين فرقة مسرحية يعتبر نوعًا من المخاطرة الغير محسوبة، لأن السينما حينئذ كانت ممتلئة بأدوار إسماعيل ياسين، حيث اشترك في 75% من الإنتاج السينمائي، إلى جانب عمله كمونولوجست في الحفلات والمسارح الاستعراضية، ولم يكن في حاجة إلى مجال جديد ليضيف نجاحًا جديدًا إلى رصيده عند الجمهور.

بعد مرور 12 عامًا قرر(أبو ضحكة جنان) إغلاق فرقته المسرحية، بسبب خسائره المادية، خاصة بعد ظهور مسرح التليفزيون، وزيادة أجور الممثلين، هذا ما أعلنته السيدة سامية شاهين زوجة أبن الفنان الراحل في تصريحات تليفزيونية سابقة، موضحة أن والد زوجها المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين لم يمت مديونًا كما يشاع.

الجدير بالذكر كما أوردت العديد من التقارير الصحفية الفنية، أن فرقة إسماعيل ياسين نجحت نجاحًا عظيمًا، وأقبل الجماهير عليها إقبالًا كبيرا، وكان المسرح يمتلئ كل ليلة عن آخره بالجمهور، وازدادت سعادة إسماعيل خاصة بعد استطاعته جذب الجماهير إلى المسرح بعد أن انصرفوا عنه، خاصة بعد نشر إحدى المجلات لإحصائية تشير إلى أن عدد المتفرجين الذين يذهبون إلى المسارح لا يزيد عن 1000 متفرج في العام الواحد، فيما ازداد عدد الحضور للعروض المسرحية لفرقة إسماعيل يس ليتخطى 1000 متفرج في العام الواحد.

زوجة أبن إسماعيل ياسين تنفي وفاته فقيرًا

زوجة أبن الفنان الراحل إسماعيل ياسين، لم تنفي فقط شائعة موته فقيًرا، بل أشارت إلى أن والد زوجها عاش وتوفى مستورًا، بشقته الكبيرة بحي الزمالك، ولم يمنع من آكل اللحوم لإصابته بالنقرس، أو يصاب بالاكتئاب بعد وفاة صديق عمره المخرج فطين عبدالوهاب.

إسماعيل ياسين لم يكن يومًا فتى الشاشة الأول، أو من ضمن قائمة الـ"الجانات"، لكنه الممثل الوحيد في تاريخ السينما المصرية الذي قدم سلسلة أعمال وصلت إلى 10 أفلام تحمل اسمه، أبرزهم"إسماعيل ياسين في الجيش، وفي الأسطول، والبوليس، والطيران".

إسماعيل ياسين يدخل مستشفى الأمراض العقلية بأمر ملكي

"سمعة" لقب التدليل الذي كان يطلقه المقربون من إسماعيل ياسين عليه، دخل عام 1950 مستشفى الأمراض العقلية بأمر ملكي من الملك فاروق الأول ملك مصر حينها، الفنان الراحل كان يؤدي منولوجا أمام الملك، وقال: "مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك"، فثار الملك، ورد غاضباً: "أنت بتقول إيه يا مجنون؟"، فحاول"سمعة" أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء، لينجو من غضب الملك.

الملك فاروق أرسل طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريراً للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدي تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتا، تقرير الطبيب وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل إلا أنه تسبب في زجه في مستشفى الأمراض العقلية لمدة 10 أيام لتلقى العلاج بأمر ملكي.

 ذكرت جريدة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 26 مايو 1972 ، أن سبب وفاة إسماعيل ياسين الإصابة بأزمة قلبية حادة، بعد عودته من الإسكندرية مساء يوم 24 مايو، وأن الراحل جلس على سريرة وأشعل سيجارة فشعر بألم في صدره، وحاول نجله ياسين الاتصال بطبيه الخاص لكنه لم يتمكن لوجود عطل بالتليفون، وتم إبلاغ نجدة القاهرة التي أبلغت الإسعاف، لكن القدر كان سابقًا لوصول سيارة الإسعاف.