الدولار يتراجع بأقوى وتيرة في ثلاث سنوات

تراجع الدولار الأمريكي بأقوى وتيرة منذ ثلاث سنوات، بينما قفزت تكلفة التحوط ضد المزيد من التراجع إلى أعلى مستوياتها منذ جائحة كورونا في أوائل عام 2020.
واستمر الضعف العام في العملة الأمريكية خلال التداولات الآسيوية يوم الجمعة، بعدما أنهى مؤشر بلومبرغ للدولار تعاملات الخميس في نيويورك منخفضاً بنسبة 1.5%، وهي أكبر خسارة يومية منذ عام 2022.
وتحرك المستثمرون بعيداً عن عملات أميركا اللاتينية نحو ملاذات آمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني، فيما استفاد اليورو والجنيه الإسترليني أيضاً من هذا التحول.
وقال فيليكس راين، محلل في مجموعة "إيه إن زد" المصرفية في سيدني: "من الواضح أن الأصول الأمريكية تُظهر أداءً ضعيفاً في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية والمخاوف المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية في الولايات المتحدة. حتى الآن، كانت العملة الأوروبية والملاذات الآمنة هي المستفيد الأكبر".
وارتفعت تكلفة الخيارات المستخدمة للتحوط ضد تراجع الدولار مقابل سلة من العملات المنافسة خلال الأسبوع المقبل إلى أعلى مستوياتها منذ مارس 2020، مقارنةً بالتكاليف المرتبطة بالمراهنة على مكاسب.
زيادة الرهانات على تخفيضات إضافية بأسعار الفائدة
في ظل تصاعد القلق الاقتصادي، زاد المتعاملون رهاناتهم على تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام. وتراجعت الأسهم مجدداً بعدما أعلنت إدارة ترمب رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 145%.
وقال جاياتي بهاردواج، محلل العملات لدى "تي دي سيكيوريتيز": "تسببت الرسوم الجديدة على الصين في عودة الإقبال على الملاذات الآمنة. الدولار يتراجع نتيجة لانخفاض التوقعات بشأن النمو الأميركي وتزايد التوقعات بخفض الفيدرالي للفائدة، إضافة إلى تحول التدفقات بعيداً عن الأسهم الأميركية نحو الأسواق العالمية".
وتعيش سوق العملات العالمي، التي تبلغ حجمها 7.5 تريليون دولار يومياً، حالة من التوتر منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وإعلانه المتذبذب بشأن السياسات الجمركية. وفقد مؤشر الدولار أكثر من 6% منذ ذروته في فبراير، وتراجع بنحو 0.3% يوم الجمعة.
وارتفع الفرنك السويسري بنحو 4% يوم الخميس ليصل إلى 0.8254 مقابل الدولار، في أكبر قفزة له منذ عام 2015، حين فاجأ البنك المركزي السويسري الأسواق بالتخلي عن سقف العملة مقابل اليورو. كما تقدم الين الياباني بأكثر من 2%.
وقال براد بيشتل، رئيس أسواق الصرف العالمية لدى "جيفريز فاينانشال جروب": "الفرنك السويسري يحقق مكاسب بدعم من الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية. معظم مديري الأصول يستخدمون الفرنك والين كأدوات للتحوط من المخاطر".