الأسهم الأمريكية تتكبد أكبر خسارة في شهرين.. تراجع حاد في «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك»

شهدت الأسهم الأمريكية أكبر انخفاض لها في شهرين، حيث تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.7%، ليسجل أسوأ أداء له منذ ديسمبر الماضي، في حين انخفض مؤشر "ناسداك" بنسبة 2.2%، وهو أكبر تراجع منذ يناير. يأتي هذا التراجع الحاد في ظل تقارير اقتصادية تعكس تباطؤ النمو، نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض وزيادة معدلات التضخم، مما يضغط على أكبر اقتصاد في العالم.
تأثير السياسات الاقتصادية والرسوم الجمركية
أوضح موقع «فايننشال تايمز» أن الأسواق شهدت تذبذبًا حادًا، مع تصاعد تأثير سياسات الرئيس ترامب، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية. انعكس ذلك على ثقة المستهلكين والشركات، حيث أظهرت التقارير انخفاض مبيعات المنازل بنسبة 4.9% في يناير، إلى جانب تراجع مؤشر ثقة المستهلك في فبراير، مما زاد من حالة القلق بشأن المستقبل الاقتصادي.
انكماش قطاع الخدمات وتراجع الأسهم
أظهرت البيانات الاقتصادية انكماشًا في نشاط قطاع الخدمات لأول مرة منذ عامين، بسبب ارتفاع تكاليف المدخلات نتيجة الرسوم الجمركية وضغوط الأجور. وأدى هذا الانكماش إلى مبيعات واسعة في سوق الأسهم، حيث انخفضت أسهم نحو ثلاثة أرباع الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بينما كانت أسهم السلع الاستهلاكية الأساسية هي الوحيدة التي سجلت ارتفاعًا طفيفًا.
تراجع مبيعات المنازل وثقة المستهلك
كشفت البيانات عن انخفاض مبيعات المنازل بنسبة 4.9% في يناير، إلى جانب تراجع حاد في مؤشر ثقة المستهلك خلال فبراير. وارتفعت توقعات التضخم إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1995، ما دفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة، حيث ارتفعت أسعار السندات الأمريكية، وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.43%.
اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة
مع تصاعد المخاوف الاقتصادية، تزايد الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها وانخفاض العائد عليها لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في أسبوعين. وامتد هذا التأثير إلى أوروبا، حيث ارتفعت أسعار السندات الحكومية الألمانية، وانخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 2.45%، مع ترقب الأسواق للانتخابات الفيدرالية الألمانية المقبلة.
توقعات مستقبلية للأسواق الأمريكية
يرى الخبراء أن استمرار ارتفاع التضخم وتكاليف الاقتراض قد يُبقي الأسواق في حالة اضطراب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن ركود محتمل. في المقابل، يترقب المستثمرون أي إشارات من الفيدرالي الأمريكي حول إمكانية خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد، مما قد يعيد بعض الاستقرار للأسواق المالية.