أمشير بين البرديات والأساطير.. حقائق مذهلة عن الشهر السادس في التقويم المصري
يُعد شهر أمشير الشهر السادس في التقويم المصري القديم، ويمتد من 8 فبراير إلى 9 مارس في التقويم الميلادي. وقد ارتبط هذا الشهر بالعديد من الصفات والأحداث التي انعكست في البرديات، النقوش، والأساطير المصرية القديمة.
أمشير في البرديات المصرية
تناولت البرديات المصرية القديمة، مثل بردية الفلاح الفصيح وبردية إيبرس، شهر أمشير بوصفه فترة من الرياح القوية والعواصف العاتية. ونتيجة لذلك، اعتبره المصريون القدماء شهرًا نحسًا، إذ كان يُعتقد أنه يجلب الأمراض والمصائب. كانت هذه التصورات جزءًا من المعتقدات السائدة في تلك الفترة، مما جعل أمشير شهرًا ذا طابع خاص في التقويم المصري.
أمشير في النقوش الفرعونية
انعكس تأثير شهر أمشير في العديد من النقوش المنحوتة على جدران المعابد والمقابر المصرية القديمة. وغالبًا ما تم تصوير أمشير على هيئة رجل يحمل عصا، في إشارة إلى قوته وصلابته. كما ظهرت نقوش أخرى تصوره واقفًا على تمساح، مما يرمز إلى سيطرته على قوى الطبيعة. هذه الرموز تعكس مدى ارتباط الشهر بالعواصف والتغيرات الجوية التي كانت تؤثر بشكل مباشر على حياة المصريين القدماء.
أمشير في الأساطير المصرية
لعب شهر أمشير دورًا مهمًا في الأساطير المصرية، خاصة تلك المتعلقة بالإله ست، الذي كان يُعتبر إله العواصف والشر. وفقًا للأساطير، كان شهر أمشير هو الفترة التي تشتد فيها قوة ست، مما زاد من الاعتقاد بأن هذا الشهر يجلب الفوضى والاضطرابات. كما ورد ذكر أمشير في أسطورة إيزيس وأوزوريس، حيث قيل إن إيزيس حزنت على مقتل زوجها أوزوريس خلال هذا الشهر، مما أكسبه بعدًا أسطوريًا وحزينًا في الثقافة المصرية القديمة.
أمشير في الحياة اليومية للمصريين القدماء
لم يكن شهر أمشير مجرد شهر أسطوري، بل كان له دور عملي في حياة المصريين القدماء. فقد كان الفلاحون يستغلون هذا الشهر في زراعة المحاصيل الشتوية، بينما كان الصيادون ينشطون في صيد الأسماك من نهر النيل. كما كان أمشير موسمًا للعديد من الأعياد والمناسبات الدينية، مما يجعله شهرًا ذا أهمية مزدوجة بين الطقوس الدينية والأنشطة الحياتية اليومية.
الأمثال الشعبية عن شهر أمشير
انعكست صورة شهر أمشير في الأمثال الشعبية المصرية التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم، ومنها:
- "أمشير أبو الزعابير الكتير" – في إشارة إلى العواصف والرياح القوية التي تميز الشهر.
- "أمشير يِساوي الطويل مع القصير" – دلالة على قوة الرياح التي قد تؤثر على الجميع بلا تمييز.
- "إن خلص أمشير ما عادش خير" – يعبّر عن انتهاء فترة الشتاء وبداية تغير الأحوال الجوية.
ويظل شهر أمشير أحد الأشهر المهمة في التقويم المصري القديم، ليس فقط بسبب تأثيره على الطقس، ولكن أيضًا لما يحمله من دلالات دينية، أسطورية، وثقافية. فقد كان هذا الشهر رمزًا للقوة والعواصف، وفي الوقت ذاته فترة حيوية للزراعة والصيد. ومن خلال النقوش، البرديات، والأمثال الشعبية، ترك أمشير بصمة لا تُمحى في التراث المصري القديم، مما يجعله شهرًا يستحق الدراسة والتأمل في معانيه العميقة.