إنتاج ليبيا من النفط يصل لأعلى مستوياته منذ 11 عامًا
في خطوة مفاجئة، ارتفع إنتاج ليبيا من النفط إلى أعلى مستوى يومي له منذ أكثر من عشر سنوات، ليصل إلى 1.422 مليون برميل يومياً في يوم الخميس الماضي. جاء هذا الارتفاع بعد أشهر فقط من أزمة سياسية أدت إلى خفض الإنتاج بشكل حاد، ليعكس تحسناً ملحوظاً في قطاع النفط الليبي. وفقاً للمؤسسة الوطنية للنفط، فإن هذا الرقم يتجاوز هدف الشركة الحكومية بمقدار 22 ألف برميل، ويعد هذا المستوى الأعلى من الإنتاج اليومي منذ عام 2013.
استمرار تعافي إنتاج النفط الليبي
تعتبر هذه الزيادة في الإنتاج جزءاً من عملية تعافي ليبيا من تداعيات النزاع السياسي الذي شهدته البلاد في الأشهر الماضية. ففي الأشهر الأخيرة، شهد إنتاج النفط الخام من منظمة "أوبك" ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي، مدفوعاً بالانتعاش التدريجي الذي تشهده ليبيا بعد نزاع سياسي كان قد أدى إلى إغلاق أكبر حقولها النفطية. هذا الانتعاش في الإنتاج يعد تحولاً كبيراً في قطاع النفط الليبي هذا العام، حيث كان الوضع مقلقاً في الأشهر التي تلت النزاع.
تداعيات الخلافات السياسية على قطاع النفط الليبي
في شهر أغسطس الماضي، أدت الخلافات بين الحكومتين المتنافستين في شرق وغرب ليبيا إلى تقليص الإنتاج النفطي بنسبة كبيرة، حيث تم تخفيض الإنتاج إلى النصف، مما أثار مخاوف من تجدد الحرب في البلاد. إلا أنه تم التوصل إلى تسوية بين الجانبين في الشهر التالي، مما ساهم في استئناف العمليات النفطية بشكل تدريجي. هذه الأزمة السياسية كانت أحد العوامل الرئيسية التي دفعت الحكومة الليبية إلى التخطيط لأول مناقصة للتنقيب عن الطاقة منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، التي أدت إلى الإطاحة بنظام معمر القذافي.
في خطوة أخرى نحو تعافي قطاع النفط الليبي، استأنفت شركتا "إيني" الإيطالية و"بي بي" البريطانية عمليات الحفر في ليبيا في الشهر الماضي، بعد توقف دام منذ عام 2014. هذه الخطوة تمثل دليلاً على انتعاش القطاع، حيث زاد إنتاج النفط في نوفمبر إلى 1.14 مليون برميل يومياً، مما يعكس تحسن الوضع بشكل كبير. هذا الانتعاش يعزز مكانة ليبيا كداعم رئيسي في سوق النفط، حيث تحتفظ البلاد بأكبر احتياطيات نفطية في القارة الأفريقية.
تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية
تعد زيادة إنتاج النفط في ليبيا أمراً مهماً لدعم الاقتصاد المحلي وجذب السيولة الأجنبية. فمنذ سنوات، كان الإنتاج يتأرجح بين الارتفاع والانخفاض نتيجة للاضطرابات السياسية والنزاع المستمر على السلطة، وهو ما أثر بشكل كبير على الإيرادات النفطية. هذا التذبذب في الإنتاج كان يشكل تحدياً أمام جهود تطوير أو تجديد البنية التحتية النفطية التي عانت من الإهمال لسنوات. مع ذلك، فإن الزيادة الحالية في الإنتاج قد تساهم في استقرار القطاع وجذب الاستثمارات اللازمة لتحفيز الاقتصاد الليبي.
تأثير زيادة الإنتاج على منظمة "أوبك"
تأتي هذه الزيادة في إنتاج النفط في وقت حاسم بالنسبة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، التي تعد ليبيا أحد أعضائها. إذ أعلنت منظمة "أوبك+" عن تأجيل زيادة الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر، نظراً لتباطؤ الطلب على النفط في الصين، فضلاً عن تزايد الإمدادات من أميركا. وبالرغم من أن ليبيا معفاة من نظام حصص الإنتاج ضمن "أوبك+"، إلا أن إنتاجها يضاف إلى إجمالي إنتاج المنظمة، مما يساهم في زيادة الإمدادات العالمية.