تراجع أسعار البترول العالمية وسط تأثير إعصار رافائيل وفشل التحفيز الاقتصادي الصيني
شهدت أسعار البترول العالمية تراجعًا حادًا وواضحًا في تعاملات الأسبوع الماضي، حيث تراجعت بشكل ملحوظ نتيجة لانحسار المخاوف التي كانت تحيط بانقطاع الإمدادات لفترة طويلة بسبب إعصار رافائيل الذي ضرب خليج المكسيك الأمريكي. إلى جانب ذلك، كانت خيبة الأمل بشأن الإجراءات التحفيزية الاقتصادية الصينية أحد العوامل التي ساهمت في هذا الانخفاض. هذه العوامل تضاف إلى التأثيرات المتزايدة على السوق النفطية التي شهدت تقلبات كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة.
تراجع أسعار خام غرب تكساس بنسبة 2.7%
بلغت العقود الآجلة لأسعار خام غرب تكساس الأمريكي انخفاضًا بنسبة 2.7% بنهاية الأسبوع الماضي، حيث استقرت الأسعار عند 70.38 دولارًا للبرميل يوم الجمعة. هذا الانخفاض جاء مدفوعًا بتراجع المخاوف من حدوث انقطاع طويل الأمد للإمدادات بسبب تأثيرات إعصار رافائيل، وهو ما ساعد على استقرار السوق بعد فترة من الارتفاعات المقلقة في الأسعار. هذا التراجع في خام غرب تكساس يعكس بشكل واضح تقلبات السوق التي تأثرت بمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.
تراجع أسعار خام برنت بنسبة 2.3%
من جانب آخر، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.3%، ليبلغ سعر البرميل عند التسوية 73.87 دولارًا يوم الجمعة. هذا التراجع جاء في وقت حساس بالنسبة للأسواق النفطية، حيث كان المستثمرون يترقبون تأثيرات العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على إمدادات النفط العالمية. انخفاض سعر خام برنت يعكس كذلك استمرار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خصوصًا في أكبر اقتصادات العالم.
تأثير إعصار رافائيل على الإنتاج النفطي
كان إعصار رافائيل في خليج المكسيك من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على أسعار النفط في بداية الأسبوع الماضي، حيث توقعت بعض التقارير أن يؤثر الإعصار بشكل كبير على إنتاج النفط الأمريكي في المنطقة. ومع ذلك، أظهرت التوقعات المحدثة أن إعصار رافائيل يشكل الحد الأدنى من المخاطر بالنسبة للإنتاج، مما خفف من المخاوف السابقة التي كانت تشير إلى انقطاع طويل الأمد في الإمدادات. وكان لهذا التراجع في المخاوف تأثير مباشر في انخفاض أسعار البترول العالمية.
ومن جهة أخرى، فشلت الإجراءات التحفيزية التي تبنتها الصين، والتي كانت تهدف إلى تخفيف ضغوط الديون على الحكومات المحلية، في تلبية توقعات السوق بشأن تعزيز الطلب على النفط. هذا الفشل في تحفيز الاقتصاد الصيني ساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار البترول، حيث كانت السوق تأمل في أن تؤدي تلك التدابير إلى زيادة في الطلب على الطاقة، إلا أن النتائج كانت أقل من المتوقع. هذا الوضع أضاف مزيدًا من الضغوط على الأسعار العالمية للنفط.
تأثير العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا
في ذات السياق، تزايدت التوقعات بتشديد العقوبات الأمريكية على كل من إيران وفنزويلا، وهو ما قدم بعض الدعم لأسعار البترول. هذه التوقعات تتعلق بتقليص صادرات النفط من هذين البلدين، مما قد يؤدي إلى تأثير محدود على العرض العالمي. وعلى الرغم من تراجع الأسعار، فإن هذه العوامل قدمت بعض الدعم للأسواق النفطية في وقت كانت فيه الأسعار تشهد انخفاضًا ملحوظًا.
وكان لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة مئوية يوم الخميس دور في الحد من حجم الخسائر التي تكبدها قطاع النفط، حيث أضاف هذا القرار بعض الاستقرار للأسواق وأسهم في تقليل الضغوط على أسعار البترول.