رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أسعار النفط تتراجع بعد فوز ترامب بالانتخابات وتوقعات بتأثيرات على السوق

نشر
مستقبل وطن نيوز

شهدت أسعار النفط انخفاضًا في تعاملات يوم الخميس 7 نوفمبر، نتيجة لاستمرار موجة البيع التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأمريكية. فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة جديدة في البيت الأبيض ساهم في دفع أسواق النفط إلى التراجع. 

وكانت العقود الآجلة لخام برنت قد انخفضت بمقدار 66 سنتًا، أو بنسبة 0.9%، لتسجل 74.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 1419 بتوقيت غرينتش. كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 80 سنتًا، أو بنسبة 1.1%، لتصل إلى 70.89 دولار للبرميل، وفقًا لوكالة رويترز.

موجة بيع للنفط عقب فوز ترامب

في أعقاب فوز ترامب، شهدت أسواق النفط موجة بيع دفع بها أسعار الخام إلى التراجع أكثر من دولارين للبرميل، تزامنًا مع ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ سبتمبر/ أيلول 2022. ورغم هذه التراجعات الحادة في بداية الجلسة، قلصت أسعار النفط خسائرها في وقت لاحق، لتقتصر على تراجع أقل من 1% عند التسوية. يشير هذا إلى تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية العالمية، حيث تفاعل المستثمرون مع التغيرات السياسية.

استقرار الدولار وتأثيره على أسعار النفط

استقر الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوياته منذ يوليو/ تموز، حيث ترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة. يعتبر صعود الدولار الأمريكي من العوامل التي تؤثر سلبًا على أسعار النفط، حيث يتسبب في زيادة تكلفة الخام على حائزي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب عليه. هذه الحركة من الدولار تعكس حالة الحذر التي تسود الأسواق قبيل إعلان سياسات الفائدة.

تحليل سياسات ترامب وتأثيرها على سوق النفط

بحسب المحللة بريانكا ساشديفا من Philip Nova، فإن سياسات ترامب الاقتصادية كانت تاريخياً داعمة للأعمال، مما كان له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي الإجمالي ورفع الطلب على الوقود. ومع ذلك، أضافت ساشديفا أن أي تدخل من الرئيس ترامب في سياسات التيسير التي يعتمدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يؤدي إلى تحديات جديدة في سوق النفط، وهو ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب لكيفية تفاعل الحكومة الأمريكية مع هذه السياسات.

ومن المتوقع أن يعود الرئيس ترامب إلى ممارسة "سياسة الضغوط القصوى" التي اعتمدها خلال ولايته الأولى، خاصة فيما يتعلق بفرض العقوبات على النفط الإيراني. تشير التقديرات من شركة Energy Aspect إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تراجع المعروض من النفط بنحو مليون برميل يوميًا. كما أن إدارة ترامب كانت قد فرضت عقوبات صارمة على النفط الفنزويلي، وهي العقوبات التي أعادت إدارة الرئيس جو بايدن فرضها بعد فترة من التراجع عنها.

تراجع واردات الصين من النفط

تزامنًا مع هذه التقلبات في سوق النفط، تراجعت واردات الصين من النفط، التي تعد أكبر مستورد للخام في العالم، بنسبة 9% خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول. وفقًا للبيانات الصادرة، هذا التراجع يمثل انخفاضًا للشهر السادس على التوالي على أساس سنوي. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف الطلب من المصافي المستقلة في الصين بسبب إغلاق إحدى المنشآت في مصفاة نفط حكومية صينية.

ويشير انخفاض الواردات الصينية إلى تراجع في استهلاك النفط، والذي قد يعكس ضعفًا في الطلب من القطاع الصناعي والاقتصادي في الصين. مع الإغلاق الجزئي لبعض المنشآت النفطية في البلاد، واصل الطلب على الخام انخفاضه، مما يعكس تأثير التحديات الاقتصادية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم على أسواق النفط العالمية.

تأثير الإعصار رافائيل على إنتاج النفط في خليج المكسيك

من جهة أخرى، تسببت العوامل الطبيعية في تقليص الإنتاج النفطي في منطقة خليج المكسيك بالولايات المتحدة. حيث توقفت نحو 17% من إنتاج النفط الخام في المنطقة بسبب الإعصار رافائيل، وفقًا لما أعلنته إدارة السلامة وحماية البيئة الأمريكية. يعكس هذا التأثير المباشر للأحداث الطبيعية على قطاع الطاقة، ويُظهر كيف يمكن أن تؤثر الظروف المناخية في تدفق الإنتاج النفطي العالمي.

ووسط هذه التحديات التي تواجه أسواق النفط من تقلبات سياسية واقتصادية وطبيعية، تظل التوقعات المستقبلية متأثرة بشكل كبير بالأحداث الجارية. إن تراجع الطلب الصيني، والتأثيرات المحتملة للسياسات الأمريكية، بالإضافة إلى العوامل المناخية التي تؤثر على الإنتاج، ستظل تحديات رئيسية تواجه أسواق النفط في المستقبل القريب.

عاجل