رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الصين تواجه تحديات اقتصادية رغم انتعاش التجارة.. تأثير بيانات الإنتاج والشحن على الاقتصاد العالمي

نشر
اقتصاد الصين
اقتصاد الصين

تواصل الصين الاعتماد على الإنتاج الصناعي كمحرك رئيسي لنموها الاقتصادي هذا العام، حيث يتوقع أن تقدم البيانات التي ستصدر هذا الأسبوع دلائل على مدى استمرار قوة هذا الدعم. لقد أظهرت الفترة الأولى من العام زيادة ملحوظة في حجم الشحن من موانئ الصين، مما يعكس انتعاشاً في قطاع التجارة الذي كان أحد النقاط المضيئة النادرة في ظل التحديات الاقتصادية.

في النصف الأول من العام الجاري، سجلت موانئ الصين زيادة في حجم الشحن بنسبة 8.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع ارتفاع كبير في أسعار شحن الحاويات بمقدار أربع مرات، وفقًا لمؤشر "إن سي إف آي" (NCFI). وقد شهدت الصادرات في قطاعات متعددة مثل السيارات والصلب والسلع الاستهلاكية نمواً ملحوظاً، مما يبرز القوة النسبية للتجارة في دعم الاقتصاد.

التحديات المستقبلية ومؤشرات القلق

رغم هذه المؤشرات الإيجابية، تظل الصورة المستقبلية أقل وضوحاً. فقد أظهرت بيانات مسح قطاع الصناعات التحويلية تقلبات كبيرة، حيث انخفض النشاط الإجمالي في المصانع. ما أثار القلق بشكل خاص هو مؤشر "كايكسين" (Caixin)، الذي يركز بشكل أكبر على الشركات الخاصة والمصدرين، والذي شهد انكماشاً غير متوقع للمرة الأولى منذ تسعة أشهر.

القيود على تحفيز الاستهلاك المحلي

تأتي هذه التطورات في ظل تأكيد المسؤولين الصينيين في يوليو أن المساعدات لتحفيز الاستهلاك المحلي ستكون محدودة. كانت هذه المساعدات عنصرًا مفقودًا في هيكل النمو الاقتصادي منذ انفجار فقاعة العقارات، مما يزيد من المخاوف حول قدرة الاقتصاد على التوسع بشكل مستدام دون دعم قوي للاستهلاك.

وتشير التوقعات إلى أن الشركات المصدرة قد تواجه تراجعاً في العوائد رغم الزيادة في حجم التجارة. فقد اضطرت الشركات الصينية إلى خفض الأسعار، مما أدى إلى تغيير طفيف للغاية في القيمة الإجمالية للصادرات، والتي ارتفعت بنسبة 0.4% فقط هذا العام.

بيانات التضخم والتوقعات الاقتصادية

من المقرر أن تظل أرقام التضخم ضعيفة في الأسابيع المقبلة، مع استمرار انكماش أسعار المنتجين للشهر الثاني والعشرين على التوالي. في ظل هذا السياق، خفض اقتصاديون من شركة "سيتي" توقعاتهم لنمو الاقتصاد الصيني لهذا العام من 5% إلى 4.8%. من جانبه، يرى الاقتصادي لدى "يو بي إس"، وانغ تاو، أن هناك مخاطر قد تؤدي إلى تراجع النمو عن التوقعات البالغة 4.9%.

جهود البنك المركزي الصيني لتحفيز الاقتصاد

في محاولة لتحفيز الاستهلاك المتراجع، طالب البنك المركزي الصيني بنوك البلاد ببذل جهود أكبر لتقوية الاقتصاد الحقيقي. تأتي هذه الخطوة ضمن أحدث محاولات الحكومة لتعزيز الاستهلاك المحلي في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.

تأثير البيانات الاقتصادية على الأسواق العالمية

على الصعيد الدولي، من المتوقع أن ينمو نشاط الخدمات في الولايات المتحدة بشكل طفيف في يوليو، حيث ستصدر البيانات الألمانية لتحديد ما إذا كان الركود الصناعي مستمراً. ستحدد بنوك مركزية من أستراليا إلى الهند إلى المكسيك أسعار الفائدة، مما سيكون له تأثير كبير على الأسواق العالمية.

تطورات اقتصادية في كندا وآسيا

في كندا، من المتوقع أن يكشف البنك المركزي عن ملخص لمداولاته حول خفض سعر الفائدة إلى 4.5%، مما قد يشير إلى المزيد من التيسير في المستقبل. في آسيا، من المتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الأسترالي وبنك الاحتياطي الهندي ثابتين على سياساتهما النقدية، مع التركيز على ما إذا كانا سيخففان لهجتهما في المستقبل.

وضع الاقتصاد العالمي: بيانات وأرقام

في أوروبا، ستصدر ألمانيا بيانات رئيسية تتعلق بالتصنيع، بما في ذلك الطلبيات والصادرات والإنتاج الصناعي. وفي المملكة المتحدة، سيصدر بنك إنجلترا تقريرًا ربع سنويًا عن برنامج التيسير الكمي. أما في روسيا، فيُتوقع أن تظهر البيانات تباطؤًا في النمو الاقتصادي في الربع الثاني، مع تسارع التضخم الذي دفع البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة لأول مرة هذا العام.

عاجل