659 دولارا للطن.. سعر الأرز يقفز لأعلى مستوى في 15 عاما
قفزت أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عامًا، مدفوعة بالطلب القوي واستمرار المخاوف بشأن الإمدادات.
صعدت أسعار الأرز التايلاندي الأبيض-الذي ينظر له كمعيار للسوق الآسيوية- بنسبة 5% يوم الأربعاء إلى 659 دولاراً للطن، ليصعد بذلك للأسبوع الثالث على التوالي، وفقاً لرابطة مصدري الأرز في تايلندا.
يعتبر هذا أعلى سعر يصل له الأرز منذ أكتوبر 2008، وبذلك تصل الزيادة في الأسعار إلى حوالي 38% هذا العام، بعدما فرضت الهند -أكبر دولة مصدرة للأرز- قيوداً على الصادرات وهدد الطقس الجاف الإنتاج، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرج”.
تهديد الأمن الغذائي العالمي
يعد الأرز من المحاصيل الحيوية الذي يدخل في غذاء المليارات من البشر في آسيا وأفريقيا وقد يؤدي الارتفاع الأخير في الأسعار إلى تفاقم الضغوط التضخمية، ورفع فواتير الواردات للمشترين، وتكثف بعض الدول مشترياتها لبناء مخزونات كافية وسط مخاوف من أن يفاقم تأثير ظاهرة "إل نينيو" نقص الإمدادات خلال الأشهر المقبلة.
قال الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، خلال الأسبوع الماضي إن تايلندا ستسلم ما يصل إلى مليوني طن من الأرز خلال العام المقبل، ووافقت الهند على توريد مليون طن.
في الوقت نفسه، يُتوقع أن تتلقى الفلبين أكثر من 500 ألف طن من الأرز الذي يستورده القطاع الخاص حتى فبراير المقبل.
قيود هندية على التصدير
شدّدت الهند قيودها على التصدير في أواخر يوليو، ومن المتوقع أن تواصل العمل بذلك حتى العام المقبل، حيث يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى احتواء الأسعار المحلية قبل الانتخابات، وترتب على هذه الإجراءات عقد مجموعة من صفقات التوريد وقرارات دبلوماسية بسبب القلق الذي انتاب المستهلكين الرئيسيين للأرز بشأن كفاية المعروض.
يعد الأرز من المحاصيل الحيوية في غذاء المليارات من البشر، وتصل مساهمته إلى 60% من إجمالي السعرات الحرارية للناس في أجزاء من جنوب شرق آسيا وأفريقيا، وأدى ارتفاع أسعاره إلى زيادة التضخم في دول مستوردة كبرى مثل إندونيسيا والفلبين.
علاوة على ذلك، فإن ظاهرة "إل نينيو"، التي تتسبب عادة في انتشار الجفاف في مناطق زراعة الأرز في آسيا، توشك على تخفيض المعروض بمعدلات أكبر، إذ ينتظر أن ينخفض إنتاج تايلندا بنسبة 6% في 2023-2024 بسبب هذه الظاهرة المناخية، فيما وجهت فيتنام بعض المزارعين إلى زراعة محاصيلهم الجديدة في وقت مبكّر تلافياً لمخاطر الجفاف.