النفط يسجل أعلى مستوى شهري مع تقليص قادة "أوبك+" الصادرات
سجلت أسعار النفط زيادة أسبوعية للمرة الثانية على التوالي مع تزايد الأدلة على أن قرار زعيمتي تحالف "أوبك+" المملكة العربية السعودية وروسيا بتقليص المعروض يحدث تأثيراً مباشراً في مختلف أسواق التداول المباشر للبترول الخام.
استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط قرب مستوى 74 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى للأسعار منذ ما يزيد على شهر، مدعوماً بمشاعر الإقبال على المخاطرة يوم الجمعة.
سجل الخام أول زيادة أسبوعية للمرة الثانية على التوالي منذ شهر مايو، مع تحول الهامش الزمني في الأجل القريب إلى منطقة الباكوورديشن (Backwardation)، حيث ترتفع الأسعار الفورية وقريبة الأجل مقارنة مع أسعار العقود الأبعد أجلاً، في إشارة تسعير صعودية متفائلة.
السعودية تفرض زيادة كبيرة في أسعار مبيعاتها النفطية
فرضت السعودية زيادة كبيرة في الأسعار على مبيعاتها من النفط إلى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، معلنة عن تمديد تخفيض العرض بمقدار مليون برميل يومياً من جانب واحد حتى أغسطس.
درجات الخام السعودية مرتفعة التكلفة تدفع مصافي التكرير في مختلف مناطق حوض الأطلنطي للبحث عن مصادر بديلة، مما تسبب في صعود أسعار خام بحر الشمال في النرويج.
ما زالت أسعار النفط منخفضة بنسبة 10% تقريباً منذ بداية العام، إذ تضغط على أسعار العقود الآجلة سياسة نقدية تقشفية، وضعف تعافي الاقتصاد في الصين، وزيادة الصادرات من روسيا.
ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع رغم انخفاض شامل وواسع النطاق في أسعار الأصول الخطرة الأخرى، بعد أن عززت قوة أرقام الوظائف في الولايات المتحدة الرهان على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواصل زيادة أسعار الفائدة.
انخفاض معدل البطالة في أميركا يمهد الطريق لزيادة سعر الفائدة
تباطأت الزيادة في الوظائف بالولايات المتحدة خلال الشهر الماضي، وفق الأرقام التي نُشرت يوم الجمعة، غير أن زيادة الأجور استمرت قوية، معززة توقعات رفع أسعار الفائدة.
مخاوف الإمدادات ترفع النفط إلى أعلى مستوى في 9 أسابيع
ارتفعت أسعار النفط حوالي ثلاثة بالمئة مسجلة أعلى مستوياتها في تسعة أسابيع، الجمعة، إذ طغت المخاوف من نقص الإمدادات والإقبال على الشراء لأسباب فنية على القلق من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لإبطاء النمو الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط.
وقال كريج إرلام محلل أول السوق لدى "أواندا" إن موجة الصعود على مدى الأسبوع الماضي كانت قوية للغاية ومدعومة بالزخم، وذلك "إلى جانب التخفيضات الجديدة التي أعلنتها السعودية وروسيا".
وأعلنت الدولتان هذا الأسبوع تخفيضات جديدة للإنتاج ليبلغ الخفض الإجمالي في إنتاج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، نحو خمسة ملايين برميل يوميا وهو ما يعادل خمسة بالمئة من الطلب العالمي على الخام.
تحركات الأسعار
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.95 دولار، أو 2.6 بالمئة، إلى 78.47 دولار للبرميل عند التسوية.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.06 دولار، بما يعادل 2.9 بالمئة، إلى 73.86 دولار للبرميل.
وهذا أعلى مستوى إغلاق لخام برنت منذ أول مايو والأعلى لخام غرب تكساس الوسيط منذ 24 مايو.
وبلغت مكاسب خامي القياس حوالي خمسة بالمئة لهذا الأسبوع.
وقالت مصادر مقربة من أوبك إن المنظمة ستبقي على الأرجح على توقعاتها المتفائلة بنمو الطلب على النفط العام المقبل.
وقال مصدر حكومي لرويترز إن أحدث تعهدات روسيا بخفض صادرات النفط لن تتطلب خفضا مماثلا في الإنتاج.
واستمدت الأسعار دعما أيضا من تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى في أسبوعين بعدما أظهرت بيانات نموا أقل من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة لكنه قوي بما يكفي لدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لاستئناف رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري كما أشار سابقا.
ويجعل تراجع الدولار النفط الخام أقل سعرا لحائزي العملات الأخرى وهو ما قد يعزز الطلب على النفط.
ووفقا لخدمة فيدووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، فإن احتمال أن يرفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعاته يومي 25 و26 يوليو يبلغ حاليا نحو 95 بالمئة ارتفاعا من 92 بالمئة قبل صدور بيانات الوظائف بقليل.
ومن شأن ارتفاع تكاليف الاقتراض أن يبطئ النمو الاقتصادي ويقلل الطلب على النفط.