مساعد وزير الخارجية الأسبق: الدول العربية أعادت ترتيب أوراقها بعد الربيع العربي
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منطقة الشرق الأوسط منذ بيان قمة العلا في يناير 2021 وقبل صدور هذا البيان في سبتمبر 2020 كان هناك تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تطلعه لتحسين العلاقات مع مصر، ومنطقة الشرق الأوسط، التي تشهد تغيرات عن المشهد الذي ساد المنطقة خلال الربيع العربي منذ نهايات 2010 وحتى ثورة 30 يونيو ثم التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر 2015.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج «كلام في السياسة» الذي يقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على شاشة «إكسترا نيوز»، أن التغيرات الحادثة أدخلت تعديلا جذريا على مسار الربيع العربي في المنطقة، فالقوى الإقليمية والدول العربية الرئيسية أعادت ترتيب أوراقها على ضوء الدروس المستفادة من الخمس سنوات والتدخلات الأجنبية، والتحالفات سريعة التغير في المنطقة، وإنشاء مليشيات مسلحة من بعض القوى الدولية والدول لتحقيق أجندات سياسية في الشرق الأوسط.
وتابع: «القوى الإقليمية والدول العربية الرئيسية ومن بينها مصر والسعودية والإمارات أدركت أن الوضع العام في المنطقة يتطلب إعادة تقييم لمسار الأحداث السابقة، ترتب على هذا أن تركيا كانت أكبر الدول التي تدخلت في الشأن العربي مما عكس هذا التدخل في ليبيا وسوريا والعراق وشرق المتوسط».
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تركيا وجدت بعد اشتداد الأزمة الاقتصادية فيها وبالحراك من المعارضة التركية في الداخل، وتوجيه اتهامات متتالية للحزب الحاكم في تركيا أن سياساته الإقليمية أدت إلى عزلتها فقررت أن تعيد حساباتها، بأنها لم تكسب على المستوى الاستراتيجي من منطقة الشرق الأوسط أي شيء بسبب العداء والخصومة الواضحة التي كنتها لمصر والسعودية والإمارات.
وأضاف :«فقررت أن تعيد ترتيب أوراقها، وكذلك الدول العربية هي الأخرى في قمة العلا أجرت مصالحة عربية عربية، مما كان في صالح الدول والشعوب العربية».
وتابع: «أثناء هذه التغيرات كانت تركيا تقترب من مصر وتصريحات إيجابية على أعلى مستوى، وفي هذا السياق استضافت القاهرة في مايو 2021 أول جولة مباحثات رسمية بين البلدين منذ 2013 برئاسة نواب وزير الخارحجية ثم جولة أخرى في أنقرة في سبتمبر 2021، وكلا الجانبين خلال هذه المحادثات اسعرضا موقفها من الخلافات في إطار العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية».
وبين : «نرحب بتصريحات وزير الخارجة التركي مؤخرا على صعيد العلاقات التركية المصرية، ومن الواضع أن هناك قرار على أعلى مستوى في تركيا لمزيد من التقارب مع مصر، وما قاله عن الشعب المصري والخلفية التاريخية للعلاقات بين الدولتين كلام إيجابي للغاية