في ذكري ميلاده فتى الشاشة الأول.. عماد حمدي فنان الرومانسية والواقعية
الفنان عماد حمدي، أحد أعمدة السينما المصرية الكلاسيكية، عُرف بأدواره التي تمزج بين الرومانسية والواقعية، وبقدرته على تجسيد الشخصيات ذات الطابع المصري الأصيل. وُلد في 24 نوفمبر 1909 بمحافظة سوهاج، في أسرة تعشق الثقافة والفن، وكان الابن بين ثمانية أشقاء.
بداية فنية متعثرة
رغم أن أولى بطولاته السينمائية في فيلم السوق السوداء (1945) لم تحقق النجاح المطلوب، إلا أن المخرج كامل التلمساني آمن بموهبته ومنحه الفرصة. لم يكن شكل عماد حمدي التقليدي المتوافق مع معايير نجوم السينما آنذاك، بملامحه المصرية وشعره الأسود المجعد، عائقًا أمام دخوله المجال. ومع أن إخفاق السوق السوداء كاد يثنيه عن التمثيل، فإن نجاحه في فيلم دايما في قلبي أعاد ثقته بنفسه وكان بداية انطلاق مسيرته الفنية.
زيجاته وحياته الشخصية
تزوج عماد حمدي أربع مرات:
1. حورية محمد: انفصل عنها سريعًا.
2. فتحية شريف: أنجب منها ابنه الأول نادر، واستمر الزواج 8 سنوات، لكنهما انفصلا رغم حبها الشديد له.
3. شادية: ارتبط بها وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، بينما كان يبلغ 45 عامًا، واستمر زواجهما 3 سنوات فقط، بسبب الخلافات والغيرة، التي بلغت ذروتها حين صفعها أمام أصدقائهما.
4. نادية الجندي: تزوجها خلال تصوير فيلم زوجة في الشارع، واستمر زواجهما 12 عامًا. ورغم الحب بينهما، إلا أن الغيرة والمشاكل المالية أثرت على العلاقة، حيث تردد أنه كتب لها شقته في الزمالك، مما زاد من أزماته المادية.
سنواته الأخيرة
تدهورت حياة عماد حمدي في سنواته الأخيرة بعد فقدان شقيقه التوأم، إفلاسه، وانفصاله عن نادية الجندي، مما أدى إلى إصابته بالاكتئاب وفقدانه البصر. رغم هذه الظروف الصعبة، ظلت زوجته السابقة، فتحية شريف، بجانبه تقوم برعايته حتى وفاته في 28 يناير 1984.
ترك عماد حمدي إرثًا سينمائيًا غنيًا، حيث قدم أكثر من 300 فيلم، وظل نموذجًا للفنان الذي يعبر بصدق عن هموم الناس وآمالهم، ليصبح أحد أيقونات السينما المصرية.