السفارة الهندية تحتفل بمرور 75 سنة على العلاقات الدبلوماسية مع مصر
أشاد سفير الهند بالقاهرة أجيت جوبتيه، بالعلاقات التاريخية التي تربط بين بلاده ومصر، حيث أعطت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند في أكتوبر 2015 وفي سبتمبر 2016 مزيدًا من الزخم للعلاقات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير، مساء اليوم الثلاثاء خلال الاحتفالية التي أقامتها السفارة بمناسبة مرور ٧٥ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند ومصر، وذلك بحضور السفير صلاح عبد الصادق مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية وسامح زكي نائب رئيس غرفة التجارة بالقاهرة والأستاذ على حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ونخبة من الإعلاميين والصحفيين ورجال المجتمع.
وقال سفير الهند: "إننا نحتفل هذا العام بمرور ٧٥ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند"، لافتًا إلى التعاون بين مصر والهند في مجال المناخ، معلنًا عن مشاركة وفد كبير من الهند في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه شرم الشيخ في نوفمبر القادم.
وأضاف السفير أن مصر والهند تعتبران من أقدم الحضارات في العالم، وتجمعهما روابط وثيقة منذ عدة قرون مضت، حيث تشير مراسيم الإمبراطور أشوكا في الهند إلى علاقته بمصر في عهد بطليموس الثاني.
وأوضح أنه في العصر الحديث، كان المهاتما غاندي والزعيم سعد زغلول يؤمنان بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وهي علاقة أدت إلى خلق صداقة وثيقة واستثنائية بين الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء نهرو، وإلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين في عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز.
واستعرض السفير، الزيارات المتبادلة خلال الأعوام القليلة السابقة بين مسئولي البلدين، ومن بينها الزيارة التي قامت بها وزيرة الشؤون الخارجية الهندية السيدة سوشما سواراج، إلى مصر في عام 2015، وكذلك زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى الهند في عام 2018 بالإضافة إلى عدة زيارات وزارية أخرى بين البلدين.
كما أبرز الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء مودي، خلال جائحة كورونا، والتي أعربا فيها عن تضامنهما مع بعضهما البعض في محاربة هذا الوباء من خلال التعاون المتبادل، مذكرًا بأن مصر قامت بشراء 50000 جرعة من لقاح Covid-19 "صنع في الهند" بينما اشترت الهند 300000 جرعة منرمديسيفير لمحاربة الموجة الثانية من Covid في الهند في مايو 2021، كما أرسلت مصر ثلاث طائرات تحمل مساعدات طبية إلى الهند في مايو 2021 مما ساعد في إنقاذ العديد من الأرواح.
وتوقع سفير الهند بالقاهرة أن تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية نموًا ملحوظًا خلال المستقبل القريب مما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية العريقة بين بلدينا والتي تعود إلى آلاف السنين.
وسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية المتطورة، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية بنسبة 75٪ في عام 2021-2022 ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق محققًا 7.26 مليار دولار أمريكي، كما تظهر الأرقام التجارية لأول شهرين في هذه السنة المالية استمرار النمو.
وأوضح أن حوالي 50 شركة هندية تعمل في مصر بإجمالي استثمارات تتجاوز 3.15 مليار دولار في قطاعات تتضمن الملابس والزراعة والكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة، وتوفر هذه الشركات فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38000 مصري.
وقال إن الشركات الهندية العاملة في مصر تقوم بضخ استثمارات إضافية بقيمة 700 مليون دولار أمريكي، كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بمشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، بما في ذلك مذكرة التفاهم الأخيرة التي أبرمتها شركة Renew-Power لاستثمار 8 مليارات دولار في مصر.
ولفت إلى أن أكثر من عشرة وفود تجارية تضم حوالي 300 شركة هندية قامت بزيارة مصر خلال العام الماضي، وذلك للمشاركة في المعارض التجارية وإجراء المحادثات التجارية.
وأوضح السفير الهندي أن عام 2022 يكتسب أهمية خاصة حيث نحتفل بمرور خمسة وسبعين عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الهند ومصر، وتعتزم البلدان تنظيم عدد من الفعاليات لإحياء هذه المناسبة.
وأعلن أنه من المقرر تنظيم الدورة القادمة من مهرجان "الهند على ضفاف النيل" خلال أكتوبر 2022. ويضم المهرجان عروضًا لأشكال الرقص الهندي الكلاسيكي المختلفة إلى جانب مجموعة متنوعة من الفعاليات الخاصة بالمأكولات الهندية واليوجا والأفلام الهندية.
من جانبه، أشاد السفير صلاح عبد الصادق بعمق العلاقات التي تربط بين البلدين والتي نحتفل هذا العام بمرور ٧٥ عامًا على إقامتها، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تضرب بجذورها في عمق التاريخ، واصفًا العلاقات بأنها "قوية" وتعد نموذجًا يحتذى به للعلاقات على المستوى الدولي.
وكانت الاحتفالية قد بدأت بعزف النشيد الوطني لمصر والنشيد الوطني للهند، كما تم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية التي تؤرخ للعلاقات التي تربط بين مصر والهند بعنوان "نظرة تأملية في العلاقات الهندية المصرية"، والذي يعكس الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ عهد الزعيم سعد زغلول والتي استمرت حتى يومنا هذا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي مودي.