تريليونات الدولارات تتبخر من الأسواق العالمية في يومين بسبب رسوم ترامب

حذّر وزير الخزانة الأمريكي الأسبق، لورانس سامرز، من احتمال تعرض الأسواق لاضطرابات إضافية مشابهة لما حدث خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، وذلك في منشور له عبر منصة "إكس" يوم الأحد. وأشار سامرز، الذي يعمل أستاذاً في جامعة هارفارد ومساهمًا بأجر في تلفزيون "بلومبرغ"، إلى أن الأسواق شهدت رابع أكبر خسارة خلال يومين منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح سامرز في منشوره أن المرات الثلاث السابقة التي شهدت خسائر مماثلة كانت خلال انهيار عام 1987، والأزمة المالية في عام 2008، وأثناء جائحة كوفيد-19. وأضاف أن مثل هذا الهبوط الحاد غالبًا ما يشير إلى وجود مشكلات تلوح في الأفق، داعيًا الجميع إلى توخي الحذر الشديد.
خسائر ضخمة بسبب الحرب التجارية
شهدت أسواق الأسهم الأميركية والعالمية تراجعًا حادًا في الأسبوع الماضي، وذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية كبيرة على الصين، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأخرى. كما شمل القرار فرض ضريبة بنسبة 10% على جميع الواردات الأميركية، وهو ما أدى إلى حالة من الذعر بين المستثمرين.
مؤشر "إس آند بي 500" يخسر تريليونات الدولارات
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى أدنى مستوى له منذ 11 شهرًا، مما تسبب في فقدان نحو 5.4 تريليون دولار من القيمة السوقية خلال جلستين فقط. ويُعد هذا التراجع من أكبر الخسائر المسجلة خلال فترة قصيرة، ما زاد من مخاوف المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
أسواق الشرق الأوسط تتأثر بالتقلبات
امتدت موجة التراجعات إلى أسواق الأسهم الرئيسية في الشرق الأوسط، وخاصة السوق السعودية، التي سجلت أكبر خسائر لها منذ عام 2020، يوم الأحد. جاء ذلك نتيجة تفاعل المستثمرين مع مخاطر اندلاع حرب تجارية عالمية جديدة، إضافة إلى تراجع أسعار النفط، مما زاد من حالة القلق والترقب في الأسواق الإقليمية.
الترقب يسود قبيل فتح الأسواق الصينية
يستعد المستثمرون لمزيد من التقلبات مع إعادة فتح الأسواق الصينية في البر الرئيسي وهونغ كونغ يوم الإثنين، وذلك بعد إعلان الحكومة الصينية عن إجراءات انتقامية تشمل فرض رسوم على جميع الواردات الأميركية. وأدى هذا التصعيد إلى حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وانخفض مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 8.9% يوم الجمعة، وهو أكبر تراجع يسجله منذ أكتوبر 2022. وفي حال تكرار هذا الانخفاض في الأسواق المحلية الصينية، فقد تدخل مؤشرات الأسهم هناك في نطاق "تصحيح فني"، بل وربما تقترب في بعض الحالات من الدخول في سوق هابطة، ما يضيف مزيدًا من التحديات أمام المستثمرين عالميًا.