مؤتمر الأوقاف يشيد بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف
أشاد مؤتمر الأوقاف الدولي بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف، مؤكدا أن عقد المواطنة له أثر بالغ في استقرار وأمان الشعوب، وأن الدولة الوطنية أساس أمان المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها.
جاء ذلك في فعاليات الجلسة العلمية الأولى التي انطلقت فعالياتها برئاسة وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة الجزائر الشقيقة، الدكتور يوسف بلمهدي وتحدث فيها المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة بجمهورية مصر العربية ، والشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا، والدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية ، والشيخ روشان عباسوف مفتي موسكو .
وفي بداية الجلسة، أوضح الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، أن الدولة فكرة مرنة نشأت وتطورت عبر القرون حتى وصلت لمفهوم الدولة الحديثة، وقد مرت بعدة مراحل؛ حيث إن مفهوم الدولة لم يتشكّل بين عشية وضحاها، بل هو ثمرة لتاريخ طويل لتطور المجتمعات الإنسانية عبر العصور المختلفة ، وقد كان للدولة عبر العصور السابقة عدة مسميات مختلفة، مثل: الإمبراطورية، والسلطنة، والمملكة، ثم تطور الأمر في ظل نظام دولة المدينة.
وأكد خفاجي أن الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستارًا بدعوى الخلافة زورًا وبهتانًا وتسلك العنف والتطرف شرعة ومنهاجًا لها، إمَّا لأنها تجهل عظمة ديننا الحنيف وإيمانه بالتطور الطبيعي للحياة، وتأكيد علمائنا الأفاضل على ضرورة مراعاة متغيرات الزمان والمكان، وإمَّا أنها تتخذ من الدين ستارًا وغطاء لتحقيق مصالحها ومصالح من يستخدمها لهدم دولها أو إسقاطها أو إضعافها.
وأكد الشيخ شعبان رمضان موباجي - في كلمته - أن موضوع المواطنة من أكثر المواضيع أهمية لما له من أثر بالغ في استقرار وأمان الشعوب، مشيرًا إلى أن العالم كله في حاجة إلى تطبيق قيم التسامح والسلام، وأن سنة الله اقتضت اختلاف العرق والجنس واللون واللغة ، مما يتطلب استدعاء مفهوم التسامح ، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يسعى إلى إضفاء روح التسامح وجعل أتباعه على التسامح تجاه كل أتباع الديانات والثقافات على اختلاف ألسنتهم وألوانهم.
وفي كلمته أعرب الدكتور محمد البشاري عن شكره لدولة مصر قيادة وحكومة وشعبًا، ولوزارة الأوقاف على عقدها لهذا المؤتمر الهام، مؤكدًا أن الدولة الوطنية أساس أمان المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها، وأن تحقيق المواطنة الشاملة التفاعلية بين الولاء للوطن والانخراط في المجتمع الدولي والعمل على حفاظها واجب الوقت، ومسئولية جماعية.
وأشار البشاري إلى أن الدولة الحديثة في بنائها المأمول ستقدم للبشرية أنصع الصور النموذجية التي تحترم خصائص الإنسان ، وتقف عند احتياجاته ؛ لتجمعه مع أخيه الإنسان على طاولة معيشية موحدة ، تشترك في قواسمهـا المشتركة ، وتتآزر على طاولة الاحترام والحوار، وتنعم بهوية ثقافية ناضجة، تحمل ما تحمله من الثبات والمركزية التي تميز حضارته، مع احترام ما للشخصية الوطنية أو القومية من خصائص تتميز بها عن الآخر، دون إخلال بمكانته ضمن الهوية الفردية والعالمية.
وفي كلمته ، أكد الشيخ روشان عباسوف، أن المؤتمر فرصة عظيمة لتعلم أسس ديننا الحنيف، وقال إن حب الوطن من الإيمان، والتعايش السلمي بين أفراده أيضًا من الإيمان كما تعلمنا من وثيقة المدينة المنورة، وعلينا أن نتعلم أن نعيش مع الآخر بالمحبة والاحترام والود والتعاون.
وأشاد عباسوف بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف والدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في هذا الملف واصفًا لها بأنها تجربة عظيمة جدًا فمصر بها وحدة المواطنين تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وأن مصر بحق نموذج لبلاد تستطيع أن تقيم استقرارًا وأمنا وأمانًا لمواطنيها.