مدبولي: محطة «مصرف بحر البقر» المشروع الأضخم من نوعه على مستوى العالم
أكثر من 700 مليار جنيه استثمارات نفذتها وتنفذها الدولة في شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس
خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة عرض خلالها الموقف التنفيذي للمشروعات التي تم وجار تنفيذها في شبه جزيرة سيناء، استهلها بالترحيب بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحضور، لافتتاح مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، الذي يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم، وذلك على بقعة غالية من أرض سيناء الحبيبة.
وأكد رئيس الوزراء أن وصف هذا المشروع بأنه الأضخم على مستوى العالم ينبع من كونه مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا؛ لأنه تم تنفيذه بأيدي وسواعد مهندسي وعمال مصر تحت قيادة وإشراف رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الأكفاء، لافتا إلى أن هذا المشروع يعتبر نموذجا لكل المشروعات التي تشهدها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية، كما أن هذا المشروع مميز كذلك لأنه تم تنفيذه على أرض سيناء التي تسعى الدولة، باهتمام شديد، إلى تعويضها عما فات هذه المنطقة من عمليات تنمية.
وخلال كلمته، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي المشروعات التي تم تنفيذها خلال السنوات السبع الماضية، وتلك المشروعات المزمع تنفيذها خلال العامين المقبلين؛ بهدف اكتمال وتهيئة سيناء لتحقيق الهدف الأسمى من تعميرها وتوطينها بكل الشرفاء من المصريين، مؤكدا أن سيناء كانت دومًا في قلب كل المصريين؛ لأنها ببساطة ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة بأكملها، وإذا كانت مصر هي صاحبة أطول تاريخ حضاري على مستوى العالم، فإن سيناء هي صاحبة أطول سجل عسكري معروف في التاريخ، مشيرا إلى أن المتتبع لتاريخ سيناء يدرك أنها كانت موطنا لمعارك عسكرية منذ نشأة مصر كدولة منذ عصور القدماء المصريين وحتى العصر الحديث، ومن ثم كانت هذه المنطقة دوما موقع سجال وصراع كبير، لأي فئة كانت تستهدف أو تطمع في الدخول إلى مصر، وهو ما جعل سيناء على مر العصور هي المدخل الذي يحاولون من خلاله النيْل من مصر.
كما أكد رئيس الوزراء، في السياق نفسه، أن سيناء هي ملتقى الديانات السماوية الثلاث، كما أنها الموقع الذي تجلى الله فيه لكليمه موسى عليه السلام، كما أنها كانت مسار العائلة المقدسة، وأقسم بها الله في قرآنه الكريم بقدسيتها ومكانتها، لافتا إلى الثروات الطبيعية العديدة التي تتمتع بها هذه الرقعة الغالية من أرض مصر، ومشيرا إلى أن المشروعات الضخمة التي بدأت الدولة في تنفيذها لتنمية سيناء كانت بمثابة حلم اجتمع عليه كل المصريين أملا في تحقيقه.
وفي الوقت نفسه، تحدث رئيس الوزراء عن الظروف التي مرت بها سيناء في أعقاب ثورة 30 يونيو؛ حيث كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها، ومن هنا كانت رسالة وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في غمار هذه الظروف وتحديدا في عام 2014، بإطلاق المشروع القومي المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات؛ أمنيًا وعسكريًا من خلال قيام رجال القوات المسلحة والشرطة بتطهير أرض الفيروز من الإرهاب، إلى جانب تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى لم تشهدها سيناء في تاريخها بالكامل، جنبًا إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم في عمليات التنمية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: حينما وجه الرئيس بتنفيذ هذا المشروع القومي العملاق لسيناء، كانت نقطة انطلاقنا وأول موضع قدم لنا على أرضها هو دستور التنمية العمرانية في مصر، والمتمثل في المخطط القومي للتنمية العمرانية في لمصر حتى 2052، وبالعودة لهذا المخطط وجدنا أن هناك مناطق ذات أولوية عاجلة لتحقيق مخطط الانتشار الجغرافي للسكان في ربوع الجمهورية للوصول بالرقعة المعمورة إلى نسبة 14% من أرض مصر، وهي تنمية سيناء وإقليم قناة السويس، وهما على قمة الأولويات، مثلهما مثل منطقة الساحل الشمالي الغربي، وكذلك منطقة الدلتا الجديدة، وكلها مناطق ذات أولوية أشار المخطط إلى ضرورة التحرك إزاءها. ولذا فقد كانت الرؤية أمامنا أن تكون سيناء مجالا لتأسيس حياة جديدة خارج الوادي والدلتا، حتى يمكن الاستفادة من كافة الموارد الطبيعية والكنوز المتوافرة على أرضها؛ وذلك من أجل زيادة الرقعة المعمورة لمصر، وتوطين الشباب المصري في مناطق أخرى خارج الوادي والدلتا.
وخلال كلمته، استعرض رئيس الوزراء بعض النماذج من المشروعات التي يتم تنفيذها بسيناء، والتي تندرج ضمن 5 محاور رئيسية؛ مشيرا إلى أن المحور الأول اهتم بمد جسور التنمية إلى سيناء لكونها كانت بمعزل في فترات عديدة عن باقي الجمهورية، وتم التركيز في هذا الصدد على أن يتم العمل على ربط سيناء بباقي الجمهورية، وذلك جنبا إلى جنب تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية من أجل تمهيد الأرض لأي مشروعات تنموية سيتم تنفيذها عليها، وعقب ذلك كان الهدف التالي هو البدء بمجموعة من الاستثمارات؛ سواء زراعة أو صناعة، أو في أي من المجالات الاقتصادية الأخرى، وذلك جنبا إلى جنب مع التنمية السياحية التي كانت بالفعل قائمة، حيث كان التركيز في تنمية سيناء على السياحة وخاصة في جنوبها.
كما أشار الدكتور مدبولي إلى أنه لكي تكتمل رؤية تنمية سيناء، كان أمامنا هدف آخر يتمثل في إقامة مجتمعات عمرانية جديدة؛ بهدف استيعاب أهالينا في سيناء أولاً، وكذلك لاستيعاب الشباب المصري الحريص على إيجاد فرص عمل مستقبلا، والطبيعي أن الأمور تسير بهذا التسلسل، إلا أن توجيهات فخامة الرئيس وجه بأن نسرع الخطي في عمليات التنمية، وهو ما دعانا كحكومة إلى أن نقوم بتنفيذ المحاور الخمسة في آن واحد.
كما لفت رئيس الوزراء إلى أن حجم الاستثمارات، التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة والتي لا تزال الدولة تنفذها في شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس سيتجاوز 700 مليار جنيه عند اكتمال جميع هذه المشروعات، ولتوضيح حجم الإنفاق على هذه المشروعات والتي تبلغ المئات من المليارات، والتي تساءل بعض المواطنين عنها، قارن رئيس الوزراء بين ما تم تنفيذه من مشروعات في سيناء منذ تحريرها وحتى عام 2014، والذي لم يتجاوز حجمه بضع عشرات من المليارات، وبين ما تم تنفيذه خلال السنوات السبع الماضية، مؤكدا أن ذلك يؤكد رؤية الدولة في الإسراع بعمليات التنمية في هذه البقعة الغالية.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن تفاصيل المحاور الخمسة لتنمية شبه جزيرة سيناء؛ ففي مجال الربط بين سيناء والدلتا وباقي الجمهورية، وتعظيم الاستفادة من محور قناة السويس، أشار رئيس الوزراء إلى المشروع العملاق الأول، الذي وجه فخامة الرئيس به وهو ازدواج قناة السويس، مؤكدا أن كل نموذج من محاور العمل في هذه المشروعات كان يسجل رقما قياسيا في حجمه وسرعة تنفيذه في أقل فترة زمنية ممكنة، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع قناة السويس الجديدة، التي لم يستغرق الشروع في تنفيذها وتدشينها سوى عام واحد فقط، بالإضافة إلى منطقة المزارع السمكية الأكبر، والتي ستكون عند اكتمالها في شرق التفريعة واحدة من أكبر المزارع على مستوى العالم، إضافة إلى مجموعة الأنفاق، والتي تعد هي الأخرى من أكبر المشروعات الإنشائية على مستوى العالم، كما ركز رئيس الوزراء على مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر الذي تم افتتاحه اليوم، والذي يعد نموذجا للمشروعات الضخمة أيضًا.
ثم انتقل الدكتور مدبولي للحديث عن مشروعات شبكة الطرق والأنفاق بسيناء، والتي يعد تنفيذها بمثابة ملحمة كبيرة للغاية، والتي استهدفت ربط شبكات الطرق التي نقوم بتعظيمها على مستوى الجمهورية بأكملها بمنطقة شبه جزيرة سيناء، حيث قامت الدولة بتنفيذ 63 مشروعا بأطوال تصل إلى 3440 كم، لافتا إلى أنفاق قناة السويس، والتي وجه فخامة الرئيس بضغط العمل بها لسرعة إنجازها، مشيرا إلى أن الخبراء والشركات الأجنبية التي تم التفاوض معها لتنفيذ 4 أنفاق في كل من بورسعيد والإسماعيلية كانت تهدف إلى تنفيذها خلال مدة 12 عاما، وأن العمل بها سيكون تباعا، إلا أن توجيه فخامة الرئيس كان واضحا بقيام الشركات المصرية بإشراف رجال الهيئة الهندسية وضغط معدلات الأداء في الأنفاق الأربعة في آن واحد للانتهاء منها، كما أن رئيس الجمهورية قام بتشريفنا في افتتاح ازدواج نفق الشهيد أحمد حمدي، وبذلك نكون قد انتهينا من إنشاء 5 أنفاق وليس أربعة في غضون 6 سنوات فقط أو أقل من ذلك، أي أقل من نصف المدة التي أشارت إليها الشركات العالمية لأربعة أنفاق فقط.