رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أسعار النفط تهبط مجددًا رغم بيانات التضخم وتعديلات الإنتاج العالمي

نشر
أسعار النفط
أسعار النفط

واصلت أسعار النفط مسارها المتقلب وسط تقييمات متباينة من المستثمرين للتحولات المفاجئة في السياسة التجارية الأمريكية، حيث تراجعت العقود الآجلة بعد موجة انتعاش قصيرة شهدتها في جلسة الأربعاء. فقد انخفض خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 3.7% ليغلق بالقرب من مستوى 60 دولارًا للبرميل، بعدما لامس أثناء التداولات أدنى مستوى له خلال أربع سنوات. وفي المقابل، هبط خام "برنت" ليغلق قريبًا من 63 دولارًا للبرميل، رغم أن الجلسة السابقة سجلت أكبر مكسب يومي داخل الجلسة منذ أكتوبر الماضي.

ترامب يعلق الرسوم على دول... ويصعّد ضد الصين

في ظل حالة الاضطراب التي تسود الأسواق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا ضد عشرات الدول، في خطوة بدت تهدئ من التوترات التجارية العالمية. إلا أن هذه الخطوة ترافقت مع قرار تصعيدي آخر، إذ رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصين لتصل إلى 145%، ما زاد من المخاوف بشأن تدهور العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

الأسهم تتراجع رغم تباطؤ التضخم

شهدت أسواق الأسهم تراجعًا في تداولات يوم الخميس، رغم صدور بيانات أظهرت تباطؤًا عامًا في معدلات التضخم الأميركية خلال مارس. إلا أن هذه البيانات لم تُفلح في تهدئة مخاوف المستثمرين من ركود اقتصادي محتمل ناتج عن تصاعد الرسوم الجمركية، وهو ما ألقى بظلاله على أسواق النفط وزاد من الضغوط التي تتعرض لها الأسعار.

وأوضح سايمون وونغ، المحلل في شركة "غابيلي فندز"، أن الرئيس ترامب يسعى جاهدًا إلى خفض معدلات التضخم، وأنه يرى في خفض أسعار الطاقة أداة رئيسية في هذه الاستراتيجية. وأضاف وونغ أن تراجع التضخم قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة لخفض أسعار الفائدة، مما يُتيح للإدارة الأميركية فرصة لإعادة تمويل الديون الضخمة بتكلفة أقل.

ضغوط متزايدة على أسعار الخام

واصلت أسعار النفط تراجعها الحاد مقارنة بمستوياتها في بداية الشهر، وسط تصاعد في التوترات التجارية بسبب الرسوم الأميركية الجديدة، ما أثار تحذيرات من ركود اقتصادي عالمي قد يؤثر سلبًا على الطلب على الطاقة. في الوقت نفسه، يواصل تحالف "أوبك+" التزامه بتسريع وتيرة تخفيف قيود الإنتاج، ما أثار مخاوف من حدوث فائض في المعروض العالمي. وتجري كازاخستان، التي تجاوزت مرارًا حصتها المقررة من الإنتاج، مفاوضات جديدة مع شركات النفط لخفض إنتاجها بما يتماشى مع التزاماتها، حسب ما أفادت به وكالة "إنترفكس".

الصين تواجه تحديات اقتصادية وتراجعًا في الاستهلاك

تُعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، إلا أن الرسوم الأميركية المرتفعة قد تؤثر بشكل مباشر على استهلاكها من الوقود والبتروكيماويات. وتشير البيانات إلى أن استهلاك البنزين والديزل في الصين بدأ في الانكماش بالفعل حتى قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى أزمة قطاع العقارات الممتدة، وإلى الانتشار المتزايد للمركبات الكهربائية واعتماد مصادر الطاقة المتجددة.

وكشفت بيانات صدرت يوم الخميس عن استمرار انكماش أسعار المستهلكين في الصين للشهر الثاني على التوالي خلال مارس، بالتوازي مع استمرار انكماش أسعار المنتجين للشهر الثلاثين على التوالي. هذه المؤشرات تعكس عمق التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، وتُفاقم المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على النفط.

تراجع التوقعات الأمريكية بشأن الإنتاج والطلب العالمي

على صعيد آخر، خفّضت الولايات المتحدة توقعاتها للإنتاج المحلي ولنمو الطلب العالمي على النفط. وقد تم إعداد هذه التوقعات من قِبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية قبل إعلان حزمة الرسوم الجمركية الجديدة يوم الأربعاء، ما يُبرز حجم التغيرات السريعة في المشهد الاقتصادي العالمي.

ولا تزال أجزاء من منحنى العقود الآجلة للنفط في حالة "كونتانغو"، وهو نمط تسعير سلبي تتداول فيه العقود قصيرة الأجل بأسعار أقل من العقود طويلة الأجل. وقد تم تسجيل تداول خام "برنت" لتسليم فبراير 2026 بأسعار أقل من الأسعار المسجلة للأشهر التالية، ما يعكس استمرار التحديات وعدم اليقين في الأسواق النفطية.

عاجل