قرار حظر دخول السفن السياحية الضخمة إلى البندقية يدخل حيز التنفيذ
دخل قرار الحظر، المفروض على دخول السفن السياحية والسفن الضخمة إلى مدينة البندقية الإيطالية، حيز التنفيذ، اليوم الأحد.
وذكر راديو فرنسا الدولي، أن الحكومة الإيطالية أصدرت مرسومًا عاجلًا منذ أكثر من أسبوعين يحظر دخول السفن الكبيرة التي يزيد وزنها على 25 ألف طن أو يزيد طولها على 180 مترًا من قناة جوديكا الضحلة إلى البندقية، كما يقضي بعدم السماح إلا لعبارات الركاب الصغيرة وسفن الشحن بدخول المدينة التاريخية اعتبارًا من أول أغسطس الجاري.
وأوضحت الحكومة الإيطالية أن القرار تم اتخاذه بهدف "حماية التراث البيئي والفني والثقافي لمدينة البندقية، التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) كموقع للتراث العالمي"، وهو الإعلان الذي جاء بصعوبة خلال الدورة الـ44 لاجتماع لجنة التراث العالمي في الصين الأسبوع الماضي، واستهدف منع إدراج البندقية بين المواقع المهددة بالانقراض.
وكانت اليونسكو قد أعربت سابقًا عن قلقها بشأن الأضرار المُحتملة للسياحة وصناعة الرحلات البحرية على مباني البندقية، فضلاً عن تأثير مشاريع البنية التحتية والتشييد المخطط لها في المدينة، مشيرة إلى تأثير تغير المناخ والظواهر الجوية العنيفة على بحيرة المدينة.
وبينما تواصل بعض السفن السياحية الإبحار نحو بحيرة البندقية؛ ما يثير احتجاجات المواطنين، تسعى الحكومة لإيجاد حل مؤقت، حيث تم التخطيط لبناء مناطق رسو جديدة لاستيعاب السفن الكبيرة حتى يتم العثور على ترتيب طويل الأجل خارج البحيرة.
ويعد الحظر انتصارًا كبيرًا لأولئك الذين ناضلوا لسنوات زاعمين أن مثل هذه السفن تسببت في تلوث وتآكل البيئة الحساسة للمدينة، إلا أن الكثيرين يخشون من أن المعركة لم تنته بعد لأن الأمر ينطوي على مصالح اقتصادية ضخمة للبلاد.
ولا تُعد تلك المرة الأولى التي تُصدر فيها إيطاليا تشريعات للحد من دخول السفن الكبيرة إلى البندقية، والتي ذهبت جميعها أدراج الرياح، بسبب عدم اكتمال تجهيزات المناطق البديلة.
من ناحية أخرى، هناك مخاوف من أن القرار سيؤثر بشكل أكبر على السياحة الإيطالية التي عانت خلال أشهر من الإغلاق بسبب الوباء، حيث تعتمد سبل عيش العديد من مواطني البندقية على صناعة الرحلات البحرية، على الرغم من تأكيدات الحكومة أنه سيتم تعويض العمال والشركات المتضررة من الحظر.
ومن المتوقع أن يقلل الحظر عدد السياح القادمين إلى المدينة إلى النصف على المدى الطويل، حيث سيجعل الرحلة البحرية إلى البندقية أقل جاذبية للزوار الذين لم يعد بإمكانهم الوصول بالسفن إلى ساحة سان ماركو.