«التراث الحضاري» يطالب بإنقاذ «قرية حسن فتحي» من الاندثار.. صور
أقام مركز حسن فتحي للعمارة والتنمية المستدامة، أمس الثلاثاء، احتفالية بمناسبة عيد الميلاد الـ121 لرائد العمارة الإنسانية حسن فتحي، مع مجموعة متميزة من المعماريين والمتخصصين في التراث والسياحة ومريديه، والذي تجاوزت رؤيته للهندسة المعمارية أشكال المباني إلى القضايا المتمثلة في التعايش بشكل جيد مع الآخرين والطبيعة والذات، وأقيم على هامش الاحتفالية، ورشة لتعليم أطفال قرية حسن فتحي فن الرسم، والحفاظ على المتبقي من تراث القرية، كما تم عرض فيلما تسجيليا عن حياة المعماري حسن فتحي.
ويقول الدكتور فكري حسن، أستاذ الآثار ومدير برنامج التراث الحضاري بالجامعة الفرنسية بالقاهرة، ومدير مركز حسن فتحي للعمارة والتنمية، إن الاحتفالية تهدف لتكريم المعماري المصري حسن فتحي والذي يستحق كل تقدير، وللأسف هناك نوعا من النسيان والاهمال لأعماله برغم أنه يكرم من جميع المعمارين حول العالم.
ويضيف أن الاحتفالية تناقش الإرث المعماري لحسن فتحي، الذي يحتفي به العالم خاصة في مجالات العمارة الإنسانية التي تشمل البناء الصحي المتوافق مع البيئة والذي يتجاوب مع خصوصية المجتمع والأسرة ويمكن للناس أن يساهموا في بنائه والحفاظ عليه بالجهود الذاتية، كما أن اهتمامه بقضايا التنمية الاقتصادية لتحسين أحوال الناس والتنمية الاجتماعية من خلال التعليم والثقافة يواكب الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. وأهمية أعماله في مجال العمارة في مواجهة التغيير المناخي.
ويشير حسن، إلى أن المبادرة بدأت في إطار منظومة جديدة عالمية تسمى تراثنا العالمي انضم لها أكثر من 8 آلاف أستاذ جامعي حول العالم مهتمين بالتراث ومواطنين أيضا وتوازي اليونسكو في اهتماماتها مع الاختلاف في أن المجموعة ترى أن التراث لا بد أن يكون وسيلة للتنمية المجتمعية، في إطار الأهداف 17 للتنمية المستدامة، والمبادرة تهدف إلى إعادة إحياء قرية حسن فتحي، لتكون مقصدا للسياحة الثقافية، وفي الوقت نفسه إنشاء مركزا للفنون بعد استكمال ترميم مسرح حسن فتحي.
ويوضح استاذ الآثار أن الاحتفالية تشمل تنظيم ندوة عبر تطبيق زووم، وهي الثانية في سلسلة الندوات التي بدأناها، فالندوة الأولى كانت يوم 21 فبراير الماضي، وانضم لها عدد كبيرا جدا من المنظمات العالمية وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي للمعماريين، ورئيسة منظمة عمارة الأرض، ومجموعة كبيرة من الخبراء المصريين والعالميين، وذلك للوصول إلى رؤية عالمية لشكل القرية المتوقع وضع خطة شاملة لكيفية ترميم المنازل المتبقية من تراث حسن فتحي وكيفية استغلالها وإعادة استخدامها وترويجها سياحيا وتحويل القرية لمقصد سياحي ثقافي وبالتالي كل ذلك يعود بالفائدة على أهل القرية، وعمل دورات تدريبية للبنائيين، لأن صناعة الأقبية التي تحافظ على المناخ في المنازل انقرضت، لذلك نحاول إعادة طرح أفكار حسن فتحي، لتأخذ مجراها والمساهمة في حركة البناء العالمية.
ويتابع: أتمنى من خلال مبادرتنا تكوين لجنة دولية من خبراء عالميين ومصريين لتقييم الحال ووضع خطة لنستقر عليها، فمثلا حينما تقرر إنشاء المتحف المصري الكبير، تم طرح مسابقة دولية للمعماريين، فلماذا قرية حسن فتحي لا تحظى بنفس الاهتمام ونجلب لها أفضل المعماريين لتطوير القرية وترميمها وانقاذها من الاندثار، فالقرية لا يوجد بها سوى 5 منازل فقط يعيش بها الأهالي من أصل 70 منزلا والباقي تهدم وانشئ بدلا منه عمارات سكنية.