رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد سنوات من السجن الانفرادي وتدهور صحته.. إسرائيل تفرج عن أحمد مناصرة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أطلق الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، سراح الشاب الفلسطيني أحمد مناصرة، بعد أن أمضى أكثر من تسع سنوات في السجن، على خلفية إدانته بالمشاركة في هجوم بسكين استهدف إسرائيليين اثنين، عندما كان لا يزال في سن الطفولة. وأكدت المحامية ناريمان شحادة زعبي، العضو في الفريق القانوني بمركز "عدالة" الحقوقي، أن أحمد "أُطلق سراحه اليوم"، مشيرة إلى أن عائلته التقت به فور خروجه وتقضي الآن وقتًا خاصًا معه.

أحداث القضية وسياقها

تعود وقائع القضية إلى أكتوبر عام 2015، حين كان مناصرة يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، حيث نُفذ الهجوم في مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس الشرقية، وشارك فيه أحمد إلى جانب ابن عمه حسن، الذي قُتل على الفور برصاص قوات الأمن الإسرائيلية. وقد أدين أحمد بمحاولة قتل شاب يبلغ من العمر 20 عامًا وفتى آخر يبلغ 13 عامًا. وفي عام 2016، أصدرت المحكمة حكمًا بسجنه لمدة 12 عامًا، غير أن المحكمة العليا الإسرائيلية خففت العقوبة لاحقًا إلى تسع سنوات ونصف.

صور من لحظة الإفراج

أظهرت لقطات مصورة بثتها خدمة "AFP TV" مناصرة وهو يضع كمامة داخل منشأة أمنية إسرائيلية في القدس، وكان والده بجانبه لحظة خروجه. وقد جاء هذا المشهد بعد سنوات طويلة من السجن الذي بدأ منذ أن كان طفلاً في الثالثة عشرة من عمره.

تعديلات قانونية ومحاكمة قاصر

في الفترة ما بين إدانة مناصرة والحكم عليه، أجرت إسرائيل تعديلاً قانونيًا سمح للمحاكم المدنية بإدانة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا بتهم تتعلق بـ"الجرائم الإرهابية". وقد كان أحمد مناصرة، وهو من سكان القدس الشرقية، أصغر فلسطيني تدينه محكمة مدنية إسرائيلية في ذلك الوقت، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول معاملة القاصرين الفلسطينيين في المنظومة القضائية الإسرائيلية.

معركة قانونية وصحية طويلة

سعت هيئة الدفاع عن مناصرة إلى ضمان الإفراج المبكر عنه في عام 2022، إلا أن المحاولات باءت بالفشل. وقد تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ خلال سنوات الاعتقال، لا سيما بعد أن أمضى نحو عامين في الحبس الانفرادي، وهو ما أثار قلق العديد من المنظمات الحقوقية. وفي حينها، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا أعربت فيه عن مخاوفها إزاء حالته النفسية المتدهورة، محذرة من تداعيات احتجازه المطوّل في عزلة تامة.

بداية موجة هجمات

جاءت عملية الطعن التي أُدين بها مناصرة في بداية موجة من الهجمات التي شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين باستخدام السكاكين والأسلحة النارية وعمليات الدهس، والتي استمرت لعدة أشهر. ومن جهته، دفع مناصرة في البداية ببراءته، مؤكدًا أنه لم يكن يهدف إلى القتل، بل كان يسعى فقط إلى ترهيب الإسرائيليين.

عاجل