رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أمين الفتوى: الشعور بالقرب من الله لا يُقاس بالكثرة بل بالاستمرارية والإخلاص

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشعور بالقرب من الله سبحانه وتعالى لا يُقاس فقط بكثرة العبادات التي يؤديها الإنسان، بل بمقدار استمراريته في أداء العبادة، ومدى إخلاصه فيها وصدق توجهه لله عز وجل. وأوضح أن الشعور القلبي هو الأساس في قياس القرب من الله.

الخلط بين كثرة العبادة والشعور الحقيقي بالقرب من الله

وفي حوار مع الإعلامي مهند السادات، خلال برنامج "فتاوى الناس" الذي يُذاع على قناة "الناس"، قال الدكتور فخر إن بعض الناس يخلطون بين أمرين مختلفين، وهما كثرة العبادة والشعور الحقيقي بالقرب من الله. وأضاف أن هناك من يُجهد نفسه في العبادة بشكل مفرط، مثل صلاة قيام الليل لساعات طويلة وقراءة أجزاء عديدة من القرآن، إلا أنه بعد أيام قليلة يصاب بالإرهاق، مما يؤدي إلى فتوره وترك العبادة بشكل تام. في المقابل، هناك من يداوم على أداء عبادات قليلة، مثل ركعتين خفيفتين كل ليلة، لكنه يؤديها بخشوع وانتظام، وهذا الشخص أقرب إلى الله. وقد أكد الدكتور فخر استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل."

الاستمرارية والتوازن في العبادة

أوضح الدكتور فخر أن العبادة القليلة المنتظمة أفضل بكثير من العبادة الكثيرة المتقطعة. فاستمرارية العبادة تعكس التوازن والاعتدال، وهما صفتان يحبهما الله عز وجل. وأضاف أن من يصلي أو يصوم أو يقرأ القرآن بنية الإخلاص والمداومة، فإنه يحقق قربًا روحيًا من الله، حتى وإن كانت أعماله قليلة، مشيرًا إلى أن هذا القرب لا يتوقف على كثرة الأعمال الظاهرة.

القرب من الله هو شعور داخلي لا يُقاس بالكثرة الظاهرة

وتابع الدكتور فخر قائلاً: "القرب من الله هو شعور روحاني داخلي، لا يُقاس بعدد الركعات أو كمية الأذكار، بل يُقاس برضا القلب، وحضور النفس، ودوام التوبة، ومراقبة الله في السر والعلن." كما أشار إلى أن كثرة العبادة مع قلة الإخلاص أو التواضع قد تفسد العمل وتُوقع الشخص في الغرور.

واختتم الدكتور فخر حديثه بالقول: "إذا أكرمك الله بكثرة العبادة، فاتهِم نفسك بالتقصير، لأن الله سبحانه وتعالى يستحق منا أكثر مما نعمل. اجعل همك في دوام القرب من الله، لا في كثرة العمل."

عاجل