تأثير العقوبات والرسوم الجمركية.. النفط ينتعش بعد انخفاضه إلى 70.22 دولار
استقرت أسعار النفط دون تغيير ملحوظ بعد أن انتعشت من أدنى مستوياتها منذ ديسمبر، وسط غموض بشأن الجدول الزمني لخطط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية انتقامية. هذه الضبابية خففت من المخاوف المتعلقة بالإمدادات الروسية، مما حدّ من تأثير التقلبات السعرية.
وأنهى خام غرب تكساس الوسيط الجلسة منخفضًا بشكل طفيف بالقرب من 71 دولارًا للبرميل، بعد أن أصدر ترمب توجيهاته لإدارته بوضع مقترحات لرسوم جمركية جديدة على أساس كل دولة على حدة، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو أشهر حتى تكتمل. وقد أدى هذا التأخير إلى تهدئة المخاوف بشأن تأثير هذه الرسوم على الطلب العالمي، كما أثار تكهنات بأن ترمب قد لا يمضي قدمًا في تنفيذها.
محادثات السلام بين واشنطن وموسكو وتأثيرها على الأسواق
في وقت سابق، سجل النفط الخام انخفاضًا ليصل إلى 70.22 دولارًا للبرميل، بعد أن اتفق ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على إجراء محادثات تتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا. ووفقًا لتصريحات المتحدث باسم الكرملين، فإن أوكرانيا ستشارك في هذه المحادثات، مما يعزز احتمالية تخفيف العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية للطاقة الروسية، مما يسمح بعودة تدفق الخام الروسي بحرية إلى الأسواق العالمية.
المحللون: تهديدات ترمب قد تكون مجرد "حيلة تفاوضية"
في هذا السياق، كتب فؤاد رزاقزادة، المحلل لدى "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم"، في مذكرة تحليلية أن التوصل إلى حل محتمل للأزمة الروسية الأوكرانية من شأنه أن يقلل التكاليف المرتبطة بالحرب، وخاصة في قطاع الطاقة. كما أشار إلى أن الأسواق تنظر إلى تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية حتى الآن على أنها مجرد "حيلة تفاوضية" وليست قرارات مؤكدة.
تحذيرات "أوبك" من تقلبات السوق بسبب السياسات التجارية
على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، ألقت الإجراءات التجارية التي أعلنها ترمب بظلالها على أسعار النفط وأثرت على معنويات المستثمرين. وفي تقريرها الشهري الصادر يوم الأربعاء، حذرت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى زيادة التقلبات في الأسواق العالمية، كما يمكن أن تتسبب في اختلالات بين العرض والطلب لا تعكس الواقع الاقتصادي الأساسي للسوق. ورغم ذلك، أظهر التقرير أن العديد من أعضاء المنظمة ينفذون قيود الإنتاج المتفق عليها بكفاءة، مما قد يساعد في استقرار السوق على المدى القريب.
