توقعات بارتفاع أسعار البن في 2025 بسبب زيادة الطلب والعوامل المناخية
يبدو أن سعر فنجان القهوة في العام الجديد 2025 مرشح لزيادة جديدة، حيث يتوقع أن تستمر أسعار البن في التصاعد بعد أن سجلت مستويات قياسية في العام الماضي. يعود هذا الارتفاع إلى تضافر عدة عوامل، أبرزها زيادة الطلب العالمي على القهوة، خاصة من الصين، وهو ما يرفع حجم الاستهلاك بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الإنتاج تراجعًا حادًا نتيجة للظروف المناخية في كبرى الدول المنتجة للبن، مما يعزز التوقعات بزيادة الأسعار.
الأسباب الاقتصادية وراء ارتفاع أسعار القهوة
قال باسم حشاد، الخبير الاقتصادي والاستشاري الدولي للبرنامج الإنمائي في الأمم المتحدة، خلال مشاركته في برنامج "تقرير آسيا" على قناة "الشرق"، إن الزيادة في أسعار القهوة ترجع إلى عوامل عدة، منها انخفاض المعروض في الأسواق العالمية بسبب الظروف المناخية الصعبة التي أثرت على الإنتاج، إلى جانب تزايد الطلب على القهوة في مختلف أنحاء العالم. وقد ساهم الاتجاه العالمي المتزايد نحو استهلاك القهوة في دفع الأسعار نحو الارتفاع.
قفزة في أسعار قهوة "الروبوستا"
شهدت أسعار قهوة "الروبوستا" خلال عام 2024 قفزة كبيرة وصلت إلى 60%، ليتجاوز سعر الطن 5500 دولار، وهو أعلى مستوى تسجله هذه الأسعار في نحو نصف قرن. ويعود ذلك إلى التحديات التي تواجه الإنتاج بالإضافة إلى الطلب المتزايد من الأسواق الكبرى، مما يفاقم نقص المعروض.
تحول مزاج المستهلكين في الصين
شهد العقد الأخير تحولاً كبيراً في عادات استهلاك القهوة في الصين، حيث أصبح الصينيون يفضلون القهوة على الشاي. في عام 2023، وصل الطلب الصيني إلى 5 ملايين كيس من القهوة (كل كيس يحتوي على 60 كيلوغرامًا). هذا التحول جعل الصين سابع أكبر مستهلك للقهوة في العالم، وهي التي لم تكن ضمن أكبر 15 دولة مستهلكة للقهوة قبل عقد من الزمن. ولتلبية هذا الطلب، تم افتتاح أكثر من 50 ألف متجر قهوة في البلاد، بما في ذلك متاجر علامات تجارية عالمية مثل "ستاربكس" ومتاجر محلية مثل "لوكن كوفي"، مما جعل الصين تتفوق على الولايات المتحدة في عدد المتاجر.
توقعات بزيادة الطلب الصيني على القهوة
تزايد استهلاك القهوة في الصين يعكس تغيرًا في العادات الاستهلاكية ويعزز توقعات بارتفاع الطلب الصيني على البن في المستقبل. تشير التوقعات إلى أن واردات الصين من البن سترتفع إلى 6.3 مليون كيس في عام 2025، مما سيسهم في زيادة الطلب العالمي على القهوة بشكل عام. هذا يشير إلى أن أسعار البن قد تستمر في الارتفاع في السنوات القادمة.
تأثير الظروف المناخية على إنتاج البن
الطلب المتزايد على القهوة لا يمكنه أن يواكبه المعروض بسبب الظروف الجوية السيئة والموجات الجافة التي تضرب أكبر الدول المنتجة للبن. في فيتنام، أكبر منتج لقهوة "روبوستا" في العالم، يستمر نقص المعروض من حبوب الروبوستا، إذ تشير التوقعات إلى أن إنتاجها في موسم 2024/2025 لن يتجاوز 24 مليون كيس، وهو أدنى مستوى في 13 عامًا. أما في البرازيل، فقد خفضت شركة "فولكافيه" توقعاتها لإنتاج قهوة "أرابيكا" بسبب الجفاف المستمر الذي يؤثر على المحصول.
توقعات بتفاقم أزمة الإنتاج
في البرازيل، تشير التوقعات إلى أن إنتاج قهوة "أرابيكا" سينخفض إلى 34.4 مليون كيس فقط في الموسم المقبل، بانخفاض قدره 11 مليون كيس مقارنة بتقديرات سبتمبر. ونتيجة لهذا النقص، يُتوقع أن يشهد الإنتاج العالمي من القهوة عجزًا قدره 8.5 مليون كيس في موسم 2025-2026، مما يجعلها السنة الخامسة على التوالي التي يشهد فيها سوق القهوة عجزًا في الإنتاج. هذا يعكس مدى التحديات التي يواجهها قطاع القهوة العالمي.
تأثير التغيرات المناخية على الأسعار
يرى حشاد أن الظروف المناخية المتطرفة التي تؤثر على إنتاج القهوة ستكون لها تداعيات ليس فقط على أسعار البن، بل على جميع السلع الاستراتيجية حول العالم. هذا من شأنه أن يؤدي إلى استمرار ارتفاع الأسعار في العام الجديد، حيث يعكس التغير المناخي تأثيرًا كبيرًا على الاقتصادات العالمية بشكل عام، مما يرشح استمرار تصاعد الأسعار في مختلف القطاعات.
