بطل معركة الإسماعيلية.. محطات في حياة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار
تحل اليوم الأحد، ذكرى رحيل الفنان صلاح ذو الفقار، الذي رحل عن عالمنا في عام 1993 عن عمر ناهز 67 عامًا، وتميز صلاح ذو الفقار بخفة دمه رغم دراسته بكلية الشرطة، وأبدع في تقديم أدواره الفنية المتنوعة بفضل موهبته الاستثنائية التي جمعت بين الأداء السهل والمحترف، ويستعرض "مستقبل وطن نيوز" أبرز محطات حياة ومسيرة الفنان الكبير الراحل.
بداية العملية
صلاح ذو الفقار هو ممثل ومنتج سينمائي مصري، ويعد من أشهر فناني مصر، بدأ حياته العملية كضابط في الشرطة، ثم انتقل للعمل في السينما عام 1956، وخلال مسيرته، عمل منتجًا سينمائيًا وممثلًا في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون، وشارك في عشرة أفلام كممثل وخمسة أفلام كمنتج، جميعها تُعد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
نشأته وتفوقه الدراسي
ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في مدينة المحلة الكبرى، لأبوين من القاهرة وتحديدًا من حي العباسية، كان والده الأميرالاى (عميد) أحمد بك مراد ذو الفقار من كبار رجال وزارة الداخلية، بينما كانت والدته نبيلة هانم ذو الفقار ربة منزل، كان صلاح متفوقًا في دراسته، كما تميز رياضيًا وكان أحد أبطال مصر في الملاكمة، حيث حصل على بطولة كأس الملك في الملاكمة (وزن الريشة) عام 1947.
التحاقه بكلية الشرطة
في بداية حياته الجامعية، دخل صلاح ذو الفقار كلية الطب في جامعة الإسكندرية، لكن رغبة والده دفعته نحو تغيير مساره ليكمل دراسته في أكاديمية الشرطة (كلية البوليس)، حيث تفوق علميًا ورياضيًا.
معركة الإسماعيلية
صلاح ذو الفقار كان أحد أبطال معركة الإسماعيلية التي وقعت في 25 يناير عام 1952، حيث أظهر رجال الشرطة، بقيادة صلاح، بسالة وشجاعة في مواجهة الاحتلال البريطاني، وأصبح هذا اليوم فيما بعد عيدًا للشرطة.
انطلاقته الفنية
بدأ صلاح ذو الفقار مشواره الفني من خلال أول أفلامه "عيون سهرانة" مع الفنانة شادية، التي كانت تعتبر أكبر حب في حياته، ثم قدم فيلم "رد قلبى" في دور حسين ضابط الشرطة، ليبدأ انطلاقته نحو النجومية في فيلم "الرجل الثاني" عام 1959، ومن ثم دخل مرحلة الستينيات حيث قدم العديد من أبرز أعماله مثل "الناصر صلاح الدين".
أعماله السينمائية والمسرحية
قدم صلاح ذو الفقار عددًا من الأفلام الناجحة مع زوجته شادية، مثل "عفريت مراتى"، "أغلى من حياتى"، و"لمسة حنان"، وحققت هذه الأعمال نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، كما قدم العديد من الأفلام المميزة مثل "صباح الخير يا زوجتى العزيزة" و"موعد في البرج" مع سعاد حسني، كما كان له دور بارز في مسرحية "رصاصة في القلب" عام 1964.
حياته الشخصية وزواجه
تزوج صلاح ذو الفقار أربع مرات، كانت أولى زيجاته من السيدة نفيسة بهجت، التي كانت من رائدات العمل الاجتماعي وأم أولاده، بعد انفصاله عنها، تزوج من الفنانة زهرة العلا، ولكن انتهت العلاقة بالطلاق بعد 18 شهرًا، ثم تزوج من الفنانة شادية عام 1964، وتشاركا العديد من الأفلام الناجحة، إلا أن زواجهما انتهى في عام 1972، وآخر زيجاته كانت من بهيجة، والتي استمر معها حتى وفاته.
وفاته وإرثه الفني
توفي صلاح ذو الفقار خلال تصويره المشهد الأخير من فيلم "الإرهابي"، حيث أصيب بأزمة قلبية، ورغم أن الفنان عادل إمام أصر على تأجيل تصوير المشهد حتى يتعافى صلاح، إلا أن هذا المشهد كان الأخير في حياة الفنان الراحل، ورحل صلاح ذو الفقار، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا في ذاكرة السينما المصرية.