تزوج سرًا وتوفي أثناء التصوير.. 114 عامًا على ميلاد محمود المليجي «شرير السينما»
قبل 114 عامًا من اليوم، وُلد أحد عمالقة الفن المصري والعربي، واستطاع أن يغرد في منطقة لم ينافسه فيها أحد، حتى بات الفنان محمود المليجي رائد الفن التلقائي، إذ تميز بأدائه التلقائي على الشاشة الناتج عن تداخله مع تفاصيل الدور، وتقمصه الشخصية بإتقان شديد.
نشأته وحياته
وُلد محمود المليجي في أحد أشهر أحياء القاهرة القديمة، وهو حي المغربلين في 22 ديسمبر عام 1910، واختار طريقه للتمثيل منذ المرحلة الثانوية، إذ اختار المدرسة الخديوية وقتها التي اشتهرت بوجود مسرح كبير بها، واهتمامها بالمواهب الفنية.
وقف "المليجي" أمام نخبة من نجوم المسرح آنذاك، منهم المخرج عزيز عيد وجورج أبيض وفاطمة رشدي، وغيرهم ممن أشادوا بأداء الفنان الصغير.
كانت بداية "المليجي" مسرحية حتى خطا خطواته الأولى في السينما بأدوار صغيرة في أوائل الثلاثينيات، فبهر صناع الأفلام بأداء مختلف الشخصيات، وإن كانت ملامح وجهه وقدرته على استخدام عينيه في التعبير، حصرته فترة كبيرة في أدوار الشر، حتى حصل على لقب "شرير السينما المصرية"، وبالرغم من تقديمه الأداء الفني ذاته، فإن كل دور منها كان يحمل طابعًا مختلفًا.
مسيرة حافلة بالإنجازات
قدَّم "المليجي" أكثر من 700 عمل، وتنوعت أدواره بين الخير والشر والكوميديا والتراجيدية والتاريخية والفانتازيا وغيرها من الفنون.
وقف محمود المليجي أمام النجوم من مختلف الأجيال السينمائية منذ الثلاثينيات حتى الثمانينيات، وكان زملاؤه يلقبونه بسارق الكاميرا لمقدرته على لفت انتباه المشاهد، فكان أداؤه مميزًا ومؤثرًا، رغم أن أغلب أعماله بطولات ثانوية.
كان المليجي عاشقًا لفنه وجمهوره، ولطالما تمنى الموت في أثناء تقديمه مشهدًا تمثيليًا، وهو ما حدث في 6 يونيو 1983، إذ وافته المنية في أثناء تصوير آخر مشاهده بفيلم "أيوب" تاركًا خلفه تاريخًا طويلًا من الأعمال الخالدة، ومنها الأرض والناصر صلاح الدين وابن النيل والوحش وموعد مع إبليس وعودة الابن الضال وحصاد العمر.
حياته الأسرية
تزوج الفنان محمود المليجي، من الفنانة علوية جميل، في عام 1939 التي لقبت بالمرأة الحديدية، ولم تنجب منه أبناء واستمر زواجهما حتى وفاته عام 1983.
وقرر الفنان محمود المليجي، الزواج سرًا عام 1963 من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة درية أحمد، لكن لم يستمر طويلاً لبلوغ الخبر زوجته الأولى، فأجبرته على تطليقها.
كما تزوج سرًا من الفنانة سناء يونس، بعد مشاركتهما مسرحية «عيب يا آنسة»، حتى لا تغضب زوجته الأولى وضحت من أجل استمرار حياة الفنان الأولى في استقرار.
توفي الفنان الراحل محمود المليجي، في 6 يونيو عام 1983، نتيجة أزمة قلبية حادة، داخل الاستديو، أثناء تصوير فيلم «أيوب» أمام الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، إخراج هاني لاشين؛ بعد أن تناول فنجاناً من القهوة، أثناء تصوير مشهد موته بالفيلم.
وكشف المخرج هاني لاشين، قصة مفارقة الفنان محمود المليجي الحياة في مشهد غريب، تصادف تجسيده مشهد موته، بأحداث فيلم «أيوب» أمام الفنان العالمي عمر الشريف، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، مرددًا، «الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر»، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسي، وكأنه استغرق في نومه، فكانت المفاجأة فراقه للحياة عن عمر ناهز الـ72 عامًا.