«فريد شوقي».. نقطة الضعف الوحيدة لـ«وحش الشاشة» التي استغلها محمود المليجي
تحل اليوم السبت، الذكرى الـ26 لـوفاة وحش الشاشة الفنان الراحل فريد شوقي"؛ حيث توفي في مثل هذا اليوم في السابع والعشرين من شهر يوليو عام 1998م، عن عمر ناهز 77 عامًا.
ورغم رحيل الفنان القدير فريد شوقي منذ ما يقري من 26 عامًا إلا أن أعماله وإبداعاته ما زالت تأثر قلوب الملايين وتعيش بداخلها؛ حيث استطاع أن يجسد جميع الأدوار والشخصيات وتربع بجدارة على عرش قلوب جمهوره ومحبيه ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم العربي بأكمله.
اسمه فريد محمد عبده شوقي ممثل وكاتب سيناريو وحوار ومنتج، امتدت حياته المهنية نحو أكثر من 50 عاما، أنتج، وكتب سيناريو أكثر من 400 فيلما أكثر من الأفلام التي أُنتجت بشكل جماعي من قبل العالم العربي كله؛ بالإضافة إلى المسرح والتليفزيون والسينما، وغطت شعبيته معظم العالم العربي؛ بما في ذلك تركيا حيث إنه أنتج فيها بعض الأفلام هناك، وعمل مع أكثر من تسعين مخرجا ومنتجا.
حاز فريد شوقي على العديد من الألقاب بعضها أطلقها عليه الجمهور، وبعضها أطلقها النقاد، من بينها «وحش الشاشة»، و«ملك الترسو»، و«الملك»، و«أبو البنات»، لكن لقب «ملك الترسو» كان الأحب إلى قلبه لأنه يعكس مكانته لدى جمهور البسطاء، الذين كانوا يجدون فيه نموذجًا للبطل الشعبي عبر أفلامه التي اقتربت من عوالمهم، وبدت صادقة في تناول ملامح حياتهم.
ثنائية فريد شوقي ومحمود المليجي
وكون الفنان الراحل فريد شوقي ثنائية ناجحة مع الفنان محمود المليجي، وكشف الفنان محمود المليجي، عن نقطة الضعف الأولى لدى الفنان فريد شوقي، حيث قال إنه كان دائما يتظاهر بالشجاعة وهو ليس فتوة، وفي أحد المرات كانا يعملان سويًا في أحد الأفلام، وكان «المليجي» يود أن يمشي ولديه عمل آخر، وهو يعلم جيدًا أن فريد شوقي يخاف من الدماء، فذهب الفنان محمود المليجي، وقتها إلى إحدى محلات بيع الدواجن، ليقول لهم قوموا بذبحها ليرى فريد شوقي الدماء ويجري».
عن حياته
فريد شوقي ولد في 30 يوليو 1920 بحي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت الأسرة إلى هناك، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1927وهو في الخامسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
مسيرة الـ400 فيلم لـ فريد شوقي
أول أعمال فريد شوقي كان فيلم ملاك الرحمة عام 1946 مع يوسف وهبي، وأمينة رزق، وإخراج يوسف وهبي، ثم قدّم فيلم "ملائكة في جهنم" عام 1947 إخراج حسن الإمام؛ ثم توالت أعماله بعد ذلك.
ومع بداية الخمسينات بدأ يغير جلده نوعًا ما ليقدم شكلاً آخر للبطل بعيدًا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولي من مسيرته في أفلام مثل "قلبي دليلي" عام 1947 إخراج أنور وجدي، "اللعب بالنار" عام 1948 للمخرج عمر جميعي، فيلم "القاتل" عام 1948 إخراج حسين صدقي، "غزل البنات" عام 1949 إخراج أنور وجدي وغيرهما من الأفلام التي أدى فيها أدوار صغيرة كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه.
بعد ذلك غير جلده تماماً وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال محمود المليجي، زكي رستم، وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم "جعلوني مجرما" عام 1954 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تأليف فريد شوقي، ورمسيس نجيب، وشارك في كتابة السيناريو والحوار فيه صاحب نوبل نجيب محفوظ .
استمر فريد شوقي بطلًا حتى وصل إلى مرحلة الكبر؛ فقدّم أفلاما كان هو نجمها؛ ومنها رجب الوحش عام 1985 لكمال صلاح الدين، "سعد اليتيم" عام 1985 للمخرج أشرف فهمي، "عشماوي" 1987 لعلاء محجوب، "قلب الليل" 1989 للمخرج عاطف الطيب.
وكان آخر أعمال فريد شوقي "الرجل الشرس" 1996 لياسين إسماعيل ياسين؛ قدم ما يقرب من الـ 300 فيلم إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة، وسافر إلى تركيا بعد النكسة 1967 وقضى هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلما منها "عثمان الجبار"، "حسن الأناضول".
تزوج فريد شوقي خمس مرات الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت، والثانية من محامية أحبها كثيرًا، وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر، ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبدالهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الانفصال وأنجب منها ناهد، ومها، وأخيرًا السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته، وأنجب منها عبير ورانيا لذلك لقب بـ«أبو البنات».
وفاة فريد شوقي
توفي النجم فريد شوقي في 27 يوليو عام 1998، متأثرًا بالتهاب رئوي، رحل بعدما أثره الفن بأعمال فنية مميزة.