سوق الأسهم السعودية تشهد جني أرباح رغم تفاؤل فوز المملكة بكأس العالم 2034
أبدت سوق الأسهم السعودية استجابة غير متفائلة لفوز المملكة بتنظيم كأس العالم 2034، حيث استمرت عمليات جني الأرباح لليوم الثاني على التوالي، ما حال دون تمكن مؤشر "تاسي" من اختراق مستوى 12200 نقطة.
رغم تداول المؤشر في المنطقة الخضراء طوال الجلسة، مدعوماً بارتفاع أسهم قطاع المرافق العامة، خاصة سهم "أكوا باور"، إلا أن تحول الأداء إلى السلبية في الدقائق الأخيرة من التداول أدى إلى إغلاق المؤشر منخفضاً بنسبة 0.41% عند 12099 نقطة. وبتحليل أداء السوق، يتضح أن أسهم القطاعات المرتبطة بشكل وثيق بالإعداد للمونديال، مثل العقارات والإنشاءات ومواد البناء، شهدت ارتفاعات ملحوظة نتيجة التفاؤل بفوز المملكة.
أسهم القطاعات المرتبطة بالمونديال تُسجل ارتفاعات
رغم التراجع العام في السوق، فإن أسهم القطاعات المرتبطة بكأس العالم 2034 شهدت تحركات إيجابية، حيث تصدر سهم "سمو العقارية" قائمة الارتفاعات، مغلقاً عند الحد الأقصى بارتفاع يقارب 10%.
كما تضمنت قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً أسهم شركات "كابلات الرياض" (3.46%)، و"مسك" (2.8%)، و"الصناعات الكهربائية" (2.36%)، و"أسمنت الرياض" (2.11%). في المقابل، سجل سهم "أكوا باور" أداء إيجابي طوال الجلسة، إلا أن جني الأرباح في جلسة مزاد الإغلاق أعاده إلى المنطقة الحمراء بتراجع 0.47%. هذه التحركات تماشياً مع توقعات المحللين، الذين رأوا استفادة واضحة لأسهم قطاعات المواد الأساسية مثل الأسمنت والحديد، وكذلك في إدارة وتطوير العقارات.
تعهدات المملكة لتنظيم المونديال والتحديات الاقتصادية
في إطار استعدادات المملكة لتنظيم كأس العالم 2034، تعهدت ببناء 11 ملعباً جديداً من أصل 15 ملعباً مخصصاً للمباريات، بالإضافة إلى تخصيص 230 ألف غرفة فندقية تتوافق مع معايير "فيفا" في المدن المستضيفة. مع ذلك، لم تكشف المملكة عن ميزانية مخصصة للبطولة، ولكن ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أشار إلى أن الإنفاق على البنية التحتية لا يعاني من نقص، حيث تتواجد المملكة في مرحلة "رؤية 2030" التي تتطلب توسعاً في العديد من القطاعات مثل الفنادق والمستشفيات والسياحة.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة، مثل انخفاض عوائد النفط المتوقع، فإن المملكة قد حققت تقدماً ملحوظاً في قطاع السياحة والضيافة، وهو ما يساهم في دعم الاقتصاد ويعزز من القدرة على تحقيق أهداف رؤية 2030.
تأثير توقعات "أوبك" على السوق وتحركات الشركات
خلال تداولات السوق، كان لتوقعات منظمة "أوبك" بخصوص نمو الطلب العالمي على النفط تأثير ملحوظ على أداء أسهم "أرامكو" والشركات الأخرى ذات الصلة. فقد خفضت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام للشهر الخامس على التوالي، مما أدى إلى تراجع قيمة أسهم "أرامكو" في السوق. كما شهدت أسهم شركة "جاهز" و"بنان" بعض الاستقرار بعد تراجعها بنحو 14% منذ انتقالهما من سوق "نمو" إلى السوق الرئيسية "تاسي".
هذه التحركات تعكس الطبيعة التنافسية المتزايدة في السوق، حيث سيطر التسعير المستقبلي على الأسهم المنتقلة. في جانب آخر، أغلقت أسهم شركتي "صافولا" و"المراعي" في المنطقة الخضراء، وسط ترقب الجمعية العامة غير العادية لـ"صافولا" لمستقبل خطة الشركة لخفض رأس المال والتخارج من استثمارها في "المراعي".