ارتفاع الأسهم الأسيوية والدولار بعد صعود وول ستريت
ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم الجمعة بعد المكاسب التي حققتها وول ستريت، حيث تخطى المستثمرون المخاوف الأولية بشأن توقعات الإيرادات لشركة "إنفيديا". كما ارتفع الدولار.
صعدت الأسهم في أستراليا واليابان وهونج كونج، بينما تذبذبت الأسهم في الصين بعد أن تراجع مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 1% يوم الخميس.
كانت العقود الآجلة الأميركية ثابتة بشكل عام بعد أن ارتفع مؤشر "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100" يوم الخميس. وأنهت "إنفيديا" تداولاتها على ارتفاع، حيث سجلت رقماً قياسياً جديداً خلال اليوم، مما يشير إلى أن المستثمرين قد عدلوا مخاوفهم الأولية بشأن توقعات الإيرادات. وأكدت الشركة للمستثمرين أن تشكيلتها الجديدة من المنتجات ستستمر في دعم النمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
قالت تاوشا وانغ، مديرة المحفظة في "فيديليتي إنترناشونال"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج": "لا يزال التوقيت الاستثنائي في أمريكا يمثل خلفية قوية في هذه الظروف بالنسبة للسوق". وأضافت: "الذكاء الاصطناعي وإمكانية السياسات الداعمة للنمو تحت إدارة ترمب ستدعم الأسهم الأمريكية.. بينما في الصين، وبعد التحفيز الحكومي، فنحن في انتظار رؤية كيفية ترجمة المبادرات السياسية إلى أرباح".
قفزة بتكوين
سجلت عملة بتكوين ارتفاعاً جديداً، حيث تخطت حاجز 98000 دولار، وذلك بسبب الرهانات على أن دعم الرئيس المنتخب دونالد ترمب للعملات المشفرة، وتوافر بيئة تنظيمية أكثر مرونة سيؤديان إلى ازدهار في هذه الصناعة. وأفاد تقرير من شبكة "فوكس بيزنس نيوز" بأن كريس غيانكارلو، الرئيس السابق للجنة تداول السلع الآجلة، من بين الأسماء المطروحة ليكون أول "قيصر للعملات المشفرة" في ظل الإدارة القادمة.
ظلت السندات الأسترالية والنيوزيلندية دون تغيير كبير، يوم الجمعة، بعد أن ارتفعت عوائد الخزانة عبر منحنى العوائد يوم الخميس. وارتفعت عوائد السندات ذات أجل عامين، والحساسة تجاه السياسة النقدية، بمقدار ثلاث نقاط أساس لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو. ومع ذلك، قال أوستان غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إنه يرى أن أسعار الفائدة ستتحرك على نحوٍ "أقل قليلاً"، معبراً عن ثقته في أن التضخم يتجه نحو هدف البنك المركزي.
أضافت بيانات العمل الأمريكية إلى الجدل الدائر، حيث كانت نسبة طلبات البطالة أقل من المتوقع، بينما ارتفعت نسبة طلبات البطالة المستمرة، وهي مقياس لعدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات، إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات.
رشوة أداني
دعم الضغط الصعودي على العوائد مؤشر الدولار. وارتفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية يوم الخميس، لكنه ظل دون تغيير يوم الجمعة. كما ارتفعت العملة اليابانية قليلاً في وقت مبكر من يوم الجمعة، حيث ظل التضخم في اليابان فوق هدف البنك المركزي كما كان متوقعاً.
في مكان آخر في آسيا، سيراقب المستثمرون التداعيات الناتجة عن لائحة اتهام أمريكية ضد جوتام أداني بتهم الرشوة. وتراجعت أسهم وحدات مجموعة "أداني"، كما تراجعت الشركة عن بيع سندات بقيمة 600 مليون دولار. ونفت النشرة الاتهامات بشأن الرشوة.
حقق الاقتصاد السنغافوري نمواً أفضل من المتوقع في الربع الثالث، مما دفع الدولة إلى تحديث توقعات نموها لهذا العام مع زخم الانتعاش.
التوترات الجيوسياسية
تصاعدت التوترات الجيوسياسية بعد أن أعلنت روسيا عن إطلاق صاروخ باليستي جديد إلى أوكرانيا، مما أدى إلى زيادة في أسعار النفط والذهب. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط لليوم الثاني على التوالي، بينما ارتفع الذهب للجلسة الخامسة على التوالي.
قال تيميس تيمستوكليوس، المدير التنفيذي للاستثمار في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "يو بي إس ويلث مانجمنت" (UBS Wealth Management)، لـ"بلومبرج": "التوترات الجيوسياسة دائما لديها القدرة على إحداث التقلبات في السوق، وقد شهدنا ذلك مع ما يحدث في أوكرانيا". وأضاف: "كنا ننصح عملاءنا بإدراج النفط في محفظاتهم أو مشتقات النفط للتحوط ضد التقلبات المحتملة".
في مكان آخر، يتوقع الاستراتيجيون في شركة بحوث السوق "فاند ستارت" (Fundstrat) أن ترتفع الأسهم الأميركية خلال أسبوع عطلة عيد الشكر، يليها بعض الضعف في ديسمبر.
وكتبوا في مذكرة: "تقرير أرباح إنفيديا يترك احتمالية حدوث انتعاش في عيد الشكر كما هي دون تغيير". وأضافوا: "لم يتغير مسار الذكاء الاصطناعي كثيراً، لكن رد الفعل الفوري للسوق أقل أهمية من حقيقة أن عدم اليقين بشأن نتائج إنفيديا قد تم تجاوزها".
في غضون ذلك، قد يتراجع بعض القلق في واشنطن بشأن اختيار ترمب لمنصب وزير الخزانة الأميركي. وتم تقليص السباق إلى ثلاثة مرشحين بارزين، وهم مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت، والتنفيذي في القطاع الخاص مارك روان، وعضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش، وفقاً لما ذكره إيان لينجن من بنك الاستثمار "بي إم أو".