رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رئيس «جيه بي مورجان»: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل

نشر
جيمي ديمون، رئيس
جيمي ديمون، رئيس بنك جيه بي مورجان

أعرب جيمي ديمون، رئيس بنك جيه بي مورجان الأمريكي، خلال حديثه في الاجتماع السنوي لمعهد التمويل الدولي بواشنطن، عن قلقه تجاه المخاطر المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن العالم يشهد حالة توتر جيوسياسي قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية غير متوقعة. 

وأكد ديمون أن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية لا تعكس الموقف الجيوسياسي المعقد الذي يتفاقم في مناطق متعددة من العالم، حيث تسهم النزاعات المتزايدة والتحديات الدولية في تعقيد مستقبل الاقتصاد العالمي.

الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل

وأشار ديمون إلى أن العالم يمر بمرحلة من الاضطرابات الجيوسياسية التي تشبه، حسب قوله، بداية الحرب العالمية الثالثة. إذ قال ديمون: الخطر غير عادي، لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل، لديك معارك بالفعل على الأرض يجرى تنسيقها في بلدان متعددة.

وأوضح أن التوترات الحالية قد تجاوزت الحدود المعتادة للنزاعات الإقليمية، حيث تتزايد الصراعات في مناطق متعددة مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، مما يعزز شعوراً متزايداً بالخطر العالمي. ويرى ديمون أن هذا الوضع يضع الاقتصاد العالمي في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، مع احتمال تأثيرات تمتد لقطاعات اقتصادية عديدة.

تكتلات جديدة بين خصوم أمريكا

تناول ديمون في حديثه ظهور تحالفات جديدة بين خصوم الولايات المتحدة، مما يزيد من حدة الأزمة العالمية. وأشار إلى أن الدول المعادية لأمريكا، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، أصبحت تتعاون بشكل متزايد للتصدي للنظام العالمي القائم، الذي أسسته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب العالمية الثانية. ويصف ديمون هذا النظام العالمي بأنه كان سبباً في تحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق للعالم، وأن تفككه يشكل تهديداً للاستقرار الاقتصادي الدولي.

تفكيك النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية

وأضاف ديمون أن هناك جهوداً حثيثة لتفكيك النظام العالمي الذي وضعته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي شهد نمواً اقتصادياً غير مسبوق خلال العقود الماضية. ويرى ديمون أن التعاون المتزايد بين خصوم أمريكا يهدف إلى هدم هذا النظام الذي شكل أساساً للاقتصاد العالمي الحالي، مما يعزز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي ويفرض ضرورة للتعامل بحذر مع التطورات السياسية.

تحذيرات ديمون من تصاعد المخاطر

وأوضح ديمون أن المخاطر الحالية غير عادية وتتطلب اهتماماً جاداً، حيث يرى أن العالم يشهد ما يمكن اعتباره بداية حرب عالمية ثالثة، تتجسد في معارك فعلية على الأرض يتم تنسيقها في مناطق متعددة. وحذر من أن هذا التصعيد في النزاعات يفرض على المؤسسات المالية الاستعداد لتداعيات قد تكون غير متوقعة على الاقتصاد العالمي، وأنه يتوجب على العالم أخذ هذه التهديدات بجدية وعدم الاستهانة بالتطورات الجارية.

سيناريوهات صادمة لتداعيات الصراع العالمي

وصرح ديمون بأن فرق إدارة المخاطر في جيه بي مورجان تقوم بتحليل سيناريوهات محتملة للصراع العالمي، والتي وصفها بأنها صادمة. وأكد أن المؤسسات المالية تقوم بتحليل التداعيات المحتملة لهذا الوضع الجيوسياسي الخطير، وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي الذي قد يخرج عن السيطرة. ويرى ديمون أن تحليل هذه السيناريوهات يساعد في الاستعداد للأزمات الاقتصادية التي قد تحدث نتيجة لتفاقم الأوضاع السياسية العالمية.

احتماليات التوصل لاتفاقات سلام

على الرغم من التحذيرات الصارمة، أشار ديمون إلى أن هناك إمكانية لانحسار القتال والوصول إلى اتفاقات سلام، لكنه نبه إلى أن احتمالية الخطأ تبقى واردة. وأوضح أن التوترات الجيوسياسية قد تخمد، إلا أن ذلك لا يضمن أن الأزمة ستنتهي بشكل كامل، مشيراً إلى أن الأخطاء قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. ويرى ديمون أن هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات حذرة وعدم الاستسلام للتوقعات الإيجابية بشكل كامل.

واختتم ديمون تصريحاته بتحذير من التعامل الساذج مع الوضع الراهن، حيث أشار إلى أن الأوضاع لن تُحل تلقائياً، وأنه ينبغي على المؤسسات والدول الاستعداد للأزمات المحتملة. وأكد ديمون أن التعامل بحذر وجدية هو الخيار الأمثل في ظل التوترات المتصاعدة، مشيراً إلى أن تجاهل الأزمات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، وأنه يجب على الجميع التعامل مع التطورات بوعي كامل للأخطار المحتملة.

عاجل