885 ألف رأس ماشية.. إعفاء ضريبي لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم في المغرب
تتجه حكومة المغرب نحو اعتماد إعفاء ضريبي لعمليات استيراد حوالي 885 ألف رأس من الماشية، وذلك في إطار جهودها لكبح ارتفاع أسعار اللحوم التي شهدت زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة. ويأتي هذا القرار كاستجابة لتقلص قطعان المواشي في البلاد نتيجة توالي سنوات الجفاف، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الدولية، مما أثر سلبًا على القدرة الإنتاجية المحلية.
تفاصيل الإعفاء الضريبي
يتعلق الإعفاء المقترح بمشروع موازنة 2025 الذي لا يزال قيد المناقشة في البرلمان. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان توافر المنتجات الغذائية في السوق، إلى جانب دعم المزارعين في جهودهم لإعادة تشكيل القطعان. ومن المتوقع أن يسهم هذا الإعفاء في استيراد 150 ألف رأس من العجول، و700 ألف رأس من الأغنام، و20 ألف رأس من الماعز، و15 رأس من الجمال، إضافةً إلى 20 ألف رأس من الأبقار.
زيادة الأسعار وتأثيرها على القدرة الشرائية
تجاوزت أسعار اللحوم في المغرب 100 درهم (حوالي 10 دولارات) للكيلوغرام، بعد أن كانت تتراوح في المتوسط حول 70 درهماً. وفي سياق مناقشة مشروع الموازنة، أشار فوزي لقجع، وزير الميزانية، إلى أن هذه التدابير من شأنها أن تخفف العبء الضريبي على المواطنين، مما يساعد في تحسين قدرتهم الشرائية من خلال خفض الأسعار.
استيراد اللحوم الحمراء ورفع معدلات التضخم
بموجب المقترح الحكومي، سيشمل الإعفاء أيضًا استيراد حوالي 40 ألف طن من اللحوم الحمراء، غالبًا من بلدان أوروبية. ويأتي هذا في وقت ارتفع فيه معدل التضخم الأساسي في المغرب إلى 2.6% في أغسطس، مقارنة بـ 2.4% في الشهر السابق، مما يزيد من الضغوط على المواطنين ويستدعي إجراءات سريعة.
تأثير الجفاف على القطاع الزراعي
تأثرت نسبة كبيرة من صغار ملاك الأراضي ومربي الماشية بفعل توالي سنوات الجفاف، ما أدى إلى فقدان الكثير من الوظائف الزراعية. وتساهم الزراعة بنسبة 14% من الناتج المحلي، مما زاد من معدل البطالة في البلاد ليصل إلى 13% عام 2023. ويظهر هذا التأثير بوضوح في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
استهلاك اللحوم في المغرب
وفقًا لإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، يُقدّر متوسط الاستهلاك السنوي للأسر المغربية من اللحوم (الحمراء والبيضاء) بـ 141 كيلوغرامًا، منها 55.8 كيلوغراماً من اللحوم الحمراء. كما يُقدّر متوسط استهلاك الفرد في السنة بحوالي 17 كيلوغراماً، مما يعكس أهمية اللحوم في النظام الغذائي المغربي.
توجيه الماشية المستوردة إلى المسالخ
أوضح رئيس الكونفدرالية الفلاحية والتنمية القروية "كومادير" أن رؤوس الماشية التي سيتم استيرادها ستوجه إلى المسالخ بهدف التحكم بشكل مباشر في أسعار اللحوم. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى انخفاض الأسعار في غضون ثلاثة أسابيع فقط من بدء تطبيق الإعفاء الضريبي، مما يوفر الأمل للمستهلكين.
الدعم الحكومي للقطاع الزراعي
شهد العام الماضي أنه الأكثر جفافًا على الإطلاق منذ ثمانية عقود، ويعتبر أيضًا الخامس على التوالي، مما يمثل أطول فترة جفاف متواصلة في التاريخ المعاصر للمغرب. وقد قدمت الحكومة المغربية دعمًا مستمرًا للقطاع الزراعي لمواجهة هذه الظروف المناخية القاسية، مما يدل على التزامها بتحسين الأمن الغذائي وتعزيز الإنتاج المحلي.