رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ارتفاع أسعار النفط الإيراني وسط توترات جيوسياسية في الشرق الأوسط

نشر
مستقبل وطن نيوز

أشارت مصافي تكرير النفط الخاصة في الصين، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، إلى سعي البائعين الإيرانيين لرفع أسعارهم عبر تقديم خصومات أقل. يأتي هذا في فترة تشهد تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما يثير قلق المستثمرين على مستوى العالم. 

وتلقت المصافي الخاصة عروضاً لبيع الخامين الإيرانيين الخفيف والثقيل بسعر أعلى من مستوياته في الشهور السابقة بمقدار 1 دولار للبرميل، بحسب مصادر مطلعة. ومع ذلك، يسود الجمود بين البائعين والمشترين في الفترة الحالية.

علاقة تكافلية بين الصين وإيران

تشكل مصافي التكرير في الصين منفذاً حيوياً لتدفقات النفط الإيراني، خاصة بعد تقليص العقوبات الأميركية عدد المشترين. نشأت علاقة تكافلية بين المستوردين الصينيين، الذين يرغبون في الحصول على النفط بأسعار مخفضة للحفاظ على أرباحهم، وبين البائعين الإيرانيين، الذين لديهم عدد قليل من المشترين البديلين. ولم يتضح بعد إذا كان الخلاف الحالي سيؤثر على استمرار التدفقات النفطية بين البلدين. 

ويأتي هذا الخلاف في وقت تعهدت فيه إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، مما يزيد من قلق المستثمرين من تصاعد التوترات في المنطقة.

تداعيات التوترات الجيوسياسية

تعد إيران ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة "أوبك"، حيث ضخت في الشهر الماضي نحو 3.3 مليون برميل يومياً، صُدر نصفها تقريباً إلى الخارج. وقد توقع مدير أحد صناديق التحوط، بيير أندوراند، أن أسعار النفط قد ترتفع بين 10 إلى 15 دولاراً للبرميل إذا ضربت إسرائيل منشآت التصدير الإيرانية. 

ومن جهتها، أشارت مصافي التكرير الصينية إلى عدم تأكدها من سبب زيادة أسعار العروض، على الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن خلال الأسابيع الماضية بسبب زيادة حدة التوترات.

زيادة الطلب على الشحنات

بشكل منفصل، ربما دفع خطر استهداف إسرائيل للمرافق الإيرانية "أباريق الشاي" إلى طلب مزيد من الشحنات قبل أي قيود محتملة على الإمدادات. هذا الإقبال أدى إلى ارتفاع الطلب في المدى القصير، مما أسهم في رفع الأسعار. تباع درجتا الخام الإيرانيتين عادةً بخصم على السعر مقارنة بعقود خام برنت المستقبلية على أساس التسليم إلى المحطات في الصين، بما يشمل التكاليف مثل الشحن والتأمين ورسوم الموانئ. ومؤخراًً، عُرض الخامين الخفيف والثقيل للبيع بتخفيض يقارب 3.5 دولار و7.5 دولار للبرميل على التوالي عن سعر برنت في بورصة "إنتركونتننتال" (ICE).

مستقبل أسعار النفط الإيراني

لا تزال إيران تصدر النفط الخام من محطتها الرئيسية في جزيرة "خرج"، حتى بعد فرار أسطول من الناقلات من المياه القريبة. يأتي تقليص الخصومات السعرية في ظل التحذيرات الشديدة من تبعات أي ضربة محتملة، إذ يتوقع كل من "جولدمان ساكس غروب" ومدير صندوق التحوط بيير أندوراند ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 20 دولاراً للبرميل إذا هاجمت إسرائيل مرافق التصدير الإيرانية.

وتجاوز سعر برنت عتبة 80 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي قبل انخفاضه، وجرى تداوله قرب سعر 77 دولاراً للبرميل اليوم الخميس. وصلت المفاوضات بين بائعي ومشتري النفط الإيراني إلى حالة جمود في وقت سابق من العام الجاري، عندما رفعت أسعار العروض للشحنات المقرر وصولها إلى الصين في الربع الثاني، لكن بعد ذلك الجمود أذعن المشترون في نهاية المطاف.

عاجل