السعودية ترفع علاوة أسعار النفط وسط تقلبات سوقية وتوترات في الشرق الأوسط
رفعت المملكة العربية السعودية علاوة أسعار مبيعاتها من النفط لسوقها الرئيسي في آسيا، وذلك في ظل تقلبات متزايدة في سوق الخام. يأتي ذلك بينما يراقب التجار عن كثب تطورات الصراع في الشرق الأوسط وتأثيرها على أسعار النفط. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شركة أرامكو، المملوكة أغلبيتها للدولة، لتعزيز مبيعاتها في ظل الظروف المتغيرة.
وقامت شركة أرامكو بزيادة علاوة سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف الرئيسي بمقدار 90 سنتاً، ليصل السعر إلى 2.20 دولار للبرميل مقارنة بالمؤشر الإقليمي للمشترين في آسيا. وفقاً لقائمة الأسعار التي اطلعت عليها بلومبرج، كان من المتوقع أن ترفع الشركة العلاوة بمقدار 65 سنتاً للبرميل، مما يعكس الاستجابة الفورية للأحداث الجارية في المنطقة.
تخفيضات في الأسعار للأسواق الأخرى
على الجانب الآخر، خفضت أرامكو أسعار بيع جميع الدرجات إلى كل من الولايات المتحدة وأوروبا. هذا القرار يعكس محاولة الشركة لمواصلة المنافسة في الأسواق الأخرى في ظل ارتفاع الأسعار في السوق الآسيوي. هذه التحركات تتطلب من أرامكو التوازن بين تقديم أسعار مغرية للمشترين التقليديين في تلك الأسواق وبين الحفاظ على مبيعاتها في السوق الآسيوي المتنامي.
زيادة سعر النفط بسبب الصراع
شهدت أسعار النفط قفزة منذ بداية أكتوبر، بعد أن شنت إيران ضربات صاروخية على إسرائيل رداً على الهجمات المدمرة في لبنان، التي قضت على قيادة حزب الله. ارتفع سعر مزيج برنت المرجعي بأكثر من 8% هذا الأسبوع بسبب هذه الضربات، بالإضافة إلى التهديدات المحتملة بالانتقام من الجانب الإسرائيلي، حيث تم تداول السعر حول مستوى 78 دولاراً للبرميل.
ردود الفعل الأمريكية
وجاءت تصريحات الإدارة الأمريكية لتزيد من تعقيد الوضع، حيث أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما سئل عما إذا كان سيدعم ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية قائلاً: "نحن نناقش ذلك". هذه التصريحات تساهم في زيادة الضغوط على أسواق النفط، مما يعكس الانعكاسات المحتملة لتلك التوترات على الإمدادات والأسعار.
وعلى الرغم من هذه التوترات الإقليمية، تجاهلت الأسواق معظم المخاطر خلال العام الحالي، حيث لم تتأثر الإمدادات بالصراع حتى الآن. وبدلاً من ذلك، يركز التجار على تفاقم المخاوف بشأن الطلب الضعيف، خصوصاً مع تباطؤ استهلاك النفط في الصين، مما قد يترك خاماً إضافياً في السوق. نتيجة لذلك، أرجأ تحالف "أوبك+"، بقيادة السعودية وروسيا، الشهر الماضي زيادة الإنتاج المخطط لها لمدة شهرين، حتى بداية ديسمبر.
تأثير التخفيضات على الإنتاج
بموجب ذلك، لن يمضي أعضاء التحالف الذين أجروا تخفيضات طوعية في الإنتاج في خطتهم السابقة لبدء تقليص تلك التخفيضات في شهري أكتوبر ونوفمبر. ومن المتوقع أن يؤدي التأخير في زيادة الإمدادات إلى تصدير السعودية أقل من 6 ملايين برميل يومياً، كما فعلت خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما يعكس التحديات المستمرة التي تواجه سوق النفط العالمي في ظل الأوضاع الحالية.