ارتفاع تكاليف شحن النفط وأرباح شركات الناقلات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
شهدت تكاليف شحن النفط وأسهم شركات الناقلات ارتفاعًا كبيرًا، مما يدل على أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران قد يدفع بعض التجار في مختلف أنحاء العالم إلى تأمين احتياجاتهم من النفط بشكل عاجل. هذه الأوضاع تثير قلق الأسواق وتعكس تأثير الأحداث الجيوسياسية على حركة النقل والتجارة.
ارتفاع عائدات سفن "أفراماكس"
هذا الأسبوع، شهدت عائدات السفن من فئة "أفراماكس"، التي تُستخدم في نقل شحنات النفط الأميركية بحجم 700 ألف برميل إلى أوروبا، قفزة بنسبة 249%، حيث وصلت إلى نحو 58 ألف دولار يوميًا وفقًا لبورصة البلطيق في لندن. تُستخدم هذه السفن عادة في الرحلات الدولية القصيرة نسبيًا، مما يجعلها الخيار الأمثل لتلبية الطلب الفوري على النفط من المصافي. وأوضح محللو "جيفريز"، ومن بينهم عمر نقطة، في مذكرة لهم أن "تقارير وسطاء الشحن عن نشاط كبير في ترتيبات استئجار السفن بقطاع الناقلات متوسطة الحجم من سوق الخليج الأميركي قد ساهمت في ارتفاع الأسعار، حيث تلعب التوترات في الشرق الأوسط دورًا كبيرًا في حجز الشحنات، ربما في وقتٍ أبكر من المعتاد".
كلفة استئجار السفن
تضاعف التقييم العام لعوائد سفن "أفراماكس" في بورصة البلطيق ليصل إلى ما يزيد قليلاً عن 42 ألف دولار في اليوم. وقد شهدت الناقلات من فئة "سويس ماكس" زيادة بنسبة 56% لتصل إلى 36 ألف دولار هذا الأسبوع. بينما حققت ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً، وهي أكبر فئة من السفن، زيادة بنسبة 10%. جاء التغيير في أرباح سفن "أفراماكس" مدفوعًا جزئيًا بزيادة الأحجام القادمة من ساحل خليج الولايات المتحدة، مما قلل من عدد السفن المتاحة، في الوقت الذي قيّدت فيه شركات الناقلات استئجار سفنها بسبب المخاطر الجيوسياسية الناشئة من الشرق الأوسط، وفقًا لثلاثة من مالكي السفن.
ورغم أن الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يُؤد حتى الآن إلى أي تعطيل لتدفقات النفط، إلا أن أسعار النفط ارتفعت في الأيام الأخيرة مع تزايد خطر التصعيد. فقد قفزت الأسعار مع استعداد السوق لاحتمال رد إسرائيل على إيران بسبب الهجمات الصاروخية الأخيرة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على صناعة النفط في البلاد. ومن ناحية أخرى، فإن استئناف إنتاج النفط من ليبيا يوم الخميس يعد عاملاً آخر قد يعزز أرباح السفن الأصغر حجمًا، حيث تبحر الشحنات من هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى منشآت التكرير في جنوب أوروبا.
أداء أسهم شركات الناقلات
بالإضافة إلى ارتفاع أرباح السفن، شهدت أسعار أسهم شركات ناقلات النفط المدرجة في البورصات أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا. فقد أغلق سهم شركة "فرونت لاين" (Frontline) عند أعلى مستوى له منذ منتصف أغسطس في أوسلو، بينما تتجه أسهم شركتي "إنترناشونال سي ويز" (International Seaways) و"دي إتش تي هولدينغز" (DHT Holdings) نحو تسجيل أعلى مستويات إغلاق لهما منذ يوليو.
وفي سياق متصل، أشار محللو "كلاركسونز سيكيوريتيز" (Clarksons Securities)، بما في ذلك فروود موروكيدال، إلى أن "المالكين يضغطون على الأسعار في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية"، مضيفين أن "الزيادة تتماشى مع الارتفاع الموسمي المعتاد مع اقتراب فصل الشتاء، مدعومة بسوق قوية تتميز بنمو محدود في العرض وازدياد المخاطر الجيوسياسية".
