رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«بي إم دبليو» تتفوق على «تسلا» في مبيعات السيارات الكهربائية لأول مرة في أوروبا

نشر
 سيارة بي إم دبليو
سيارة "بي إم دبليو" كهربائية

في تحول غير متوقع في سوق السيارات الكهربائية، تفوقت شركة "بي إم دبليو" على شركة "تسلا" في مبيعات السيارات الكهربائية داخل الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى الشهر الماضي. فقد حققت الشركة الألمانية زيادة ملحوظة في شحناتها، بينما شهدت "تسلا" تراجعاً في أدائها. وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة "جاتو ديناميكس" الاستشارية، ارتفعت مبيعات سيارات "بي إم دبليو" الكهربائية بالكامل في يوليو بنسبة تقارب 33%، لتصل إلى 14,869 وحدة. في المقابل، تراجعت شحنات "تسلا" بنسبة 16%، مسجلة 14,561 وحدة.

تراجع عام في مبيعات السيارات الكهربائية

على الرغم من تصدر "تسلا" لمبيعات السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام، فإن الأداء القوي لشركة "بي إم دبليو" في يوليو جعلها تتفوق على "تسلا" للمرة الأولى. ومع ذلك، كان هناك انخفاض عام في الطلب على السيارات الكهربائية، حيث سجل مشترو السيارات الأوروبيون 139,300 سيارة كهربائية جديدة في يوليو، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 6% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وتتوقع بعض التحليلات أن تتفوق شركة "بي واي دي" على "تسلا" من حيث المبيعات السنوية للسيارات الكهربائية في العام الحالي، بفضل ارتفاع الطلب في الصين، في حين يشهد الطلب في أميركا وأوروبا ركوداً. وهذا قد يشير إلى تحول في القيادة في سوق السيارات الكهربائية على مستوى العالم، حيث تلعب أسواق آسيا دوراً متزايد الأهمية.

تراجع الطلب في أوروبا وتأثيره على السوق

شهد الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا تراجعاً ملحوظاً، وذلك بعد أن قامت بعض الدول مثل ألمانيا والسويد بإيقاف أو تقليص الدعم للسيارات الكهربائية. هذا التغيير دفع الشركات المصنعة إلى إعادة تقييم طموحاتها في هذا القطاع. شركة "فولكس واجن"، أكبر شركة لصناعة السيارات في المنطقة، أعلنت عن خفض طاقتها الإنتاجية في المصانع عالية التكلفة في ألمانيا، وأشارت إلى أنها قد تؤخر إطلاق النماذج الكهربائية الجديدة. كذلك، تقوم "مرسيدس بنز" بمراجعة خططها الخاصة بتحويل أسطول طرازاتها إلى الكهرباء.

العوائق التي يواجهها سوق السيارات الكهربائية

فيليبي مونوز، المحلل لدى "جاتو ديناميكس"، أشار إلى أن الافتقار إلى الوضوح بشأن حوافز السيارات الكهربائية ومستقبلها يمثل عائقاً أمام المستهلكين. وأضاف أن العوامل الأخرى مثل القيمة المتبقية المنخفضة للمركبات الكهربائية تساهم في الانخفاض الذي شهدته السوق في يوليو. هذا يشير إلى أن العوامل الاقتصادية والسياسات الحكومية تلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاهات السوق.

نجاح "بي إم دبليو" في ظل الظروف الصعبة

على الرغم من التحديات الكبيرة في السوق، تمكنت "بي إم دبليو" من تجاوز الاتجاه السلبي بفضل الطلب القوي على طرازاتها الكهربائية، بما في ذلك طرازي "i4" و"iX1". وقد تجاوزت مبيعات هذه الطرازات طرازات "مرسيدس" و"أودي" ذات الحجم المماثل. ومع ذلك، لا يزال طراز "تسلا Y" يحتفظ بلقب الطراز الكهربائي الأكثر مبيعاً في أوروبا للنصف الأول من العام، رغم أن شحناته تتناقص بشكل ملحوظ.

وفي نفس الوقت، توسعت الشركات الصينية مثل "بي واي دي" و"سايك موتور" تدريجياً في السوق الأوروبية هذا العام. ومع ذلك، أدت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي إلى تباطؤ تدفق هذه الشركات إلى السوق بنسبة 45% في يوليو مقارنة بشهر يونيو. هذا التباطؤ قد يكون له تأثير كبير على استراتيجية التوسع الخاصة بهذه الشركات.

التحديات المستمرة في سوق السيارات الكهربائية

تواصل صناعة السيارات مواجهة تحديات كبيرة في سوق السيارات الكهربائية، بما في ذلك عدم وضوح السياسات الحكومية، والتقلبات في الطلب، ومشاكل الإنتاج. هذه التحديات تجعل من الصعب على الشركات تحقيق النمو المستدام والربحية في هذا القطاع. ومع ذلك، تظل الشركات مثل "بي إم دبليو" و"تسلا" في مقدمة السوق، مستفيدة من قوتها التنافسية وابتكاراتها التكنولوجية.

وفي ظل هذه الظروف المتغيرة، يظل المستقبل غير واضح بالنسبة للسيارات الكهربائية. يتطلب النجاح في هذا السوق الابتكار المستمر، والتكيف مع التغيرات في السياسات والطلب، وضمان تحقيق التوازن بين الربحية والنمو. ومع استمرار الشركات في مواجهة هذه التحديات، قد تشهد السوق تحولات كبيرة في السنوات القادمة.

عاجل