رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تقييم فرص الاستثمار في السندات ذات العائد المرتفع بنيجيريا والجابون وكينيا قبيل خفض الفائدة الأمريكي

نشر
السندات
السندات

يتطلع المستثمرون إلى السندات ذات العائد المرتفع بالعملة الأجنبية من نيجيريا والجابون وكينيا قبل خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع لأسعار الفائدة في سبتمبر، إذ يرون أن بعض أدوات الدين هذه تُسعّر بأقل من قيمتها، ولديها مجال للارتفاع أكثر.

تشهد الدول الأفريقية الثلاثة تعافياً؛ فاقتصاد نيجيريا يلقى دعماً من إنتاج النفط المتزايد واحتياطيات النقد الأجنبي المتنامية؛ ويعوض إنتاج النفط المرتفع في الغابون حالة عدم اليقين السياسي؛ ويظل الاقتصاد المتنوع في كينيا جذاباً حتى في خضم أعمال الشغب الأخيرة المتعلقة بالضرائب.

على الرغم من ذلك، تشهد سندات هذه البلدان اتساع فروق العائد على سندات الخزانة الأميركية، مما يترك مجالاً لتشديد محتمل. على مدى الشهر الماضي، كان أداء السندات الصادرة عن الدول الثلاث أقل من أداء نظيراتها في الأسواق الناشئة والحدودية على مؤشر بلومبرج للسندات السيادية المقومة بالدولار. انخفضت أسعار سندات الغابون 1.2% ونيجيريا 0.5%. وفي حين ارتفعت سندات كينيا 1.1%، فإن هذا لا يزال أقل من متوسط ​​العائد البالغ 2.5% للسندات في المؤشر.

تواصل السندات السيادية في دول أفريقيا الصعود من دون راحة، مع ارتفاع أسعار أدوات الدين في دول مثل إثيوبيا وغانا ورواندا، إلى أعلى مستوياتها منذ عامين تقريباً.

سندات اليورو

الآن قد تتحول السوق. ففي الأسبوع الماضي، صعدت هذه السندات وسط مسيرة ارتفاع مدفوعة بإشارات إلى أن "الاحتياطي الفيدرالي" سيخفف سياسته النقدية الشهر المقبل. كانت سندات الغابون ثالث أفضل أداء خلال تلك الفترة، بعد الإكوادور والأرجنتين فقط.

تقول ثاليا بيتوسيس، وهي مديرة محافظ في "آلان غراي" (Allan Gray) وتعمل من كيب تاون: "ارتفع بالفعل العديد من السندات المقومة باليورو في أفريقيا بقوة هذا العام"، وهو ما قد يحد من المزيد من المكاسب لمعظم سندات الأسواق الحدودية في القارة". أضافت: "لكن المستثمرين ما زالوا يتحلون بالفطنة وحسن التمييز فيما يتعلق بالأساسيات"، مشيرة إلى الفرص في كينيا بعد الاضطرابات التي بدأت في يونيو والتي هزت الأسعار.

سورين مورش، مدير المحافظ في "دانسك بنك" (Danske Bank)، يرى أن نيجيريا "تبدو جذابة للغاية، في ظل ارتفاع احتياطياتها من النقد الأجنبي وإنتاجها النفطي والإصلاحات المستمرة-على الرغم من انتشار أعمال الشغب من كينيا".

شهدت نيجيريا، أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، ارتفاع إنتاجها النفطي إلى 1.75 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات في أغسطس، مع توقع شركة البترول الوطنية النيجيرية المملوكة للدولة أن يرتفع الإنتاج إلى قرابة مليوني برميل يومياً بحلول نهاية العام. كما تبلغ احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد 36.5 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام.

انخفضت سندات كينيا السيادية الدولارية وسط احتجاجات مناهضة للحكومة تهدد بعرقلة خطة الرئيس ويليام روتو البالغة 2.3 مليار دولار لتحقيق التوازن للميزانية.

توقعات العائد

قال مارك بوهلوند، كبير محللي أبحاث الائتمان في "ريد إنتليجنس" (REDD Intelligence)، إن نيجيريا لديها إمكانية لتضييق عوائد السندات المقومة باليورو. أضاف: "الحسابات الخارجية في حالة قوية نسبياً بالمثل، لكن عدم اليقين بشأن صنع السياسات الاقتصادية لا يزال مرتفعاً".

يبدي بوهلوند تفاؤله أيضاً بشأن الغابون، حيث لا تعكس العوائد ارتفاع إنتاج النفط إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات. قال: "تعكس العوائد إلى حد بعيد عدم اليقين إزاء خطط المجلس العسكري الحالي الخاصة بالإنفاق، والتي تأثرت بشدة بتقرير صندوق النقد الدولي السلبي للغاية الصادر في مايو". وتم تداول سندات الغابون باليورو لعام 2025 بعائد 17.77% حتى الساعة 3:45 مساءً يوم 21 أغسطس.

وقال مورش من "دانسك بنك": "نعتقد أن هناك سوء تقدير يتعلق بالغابون والسندات جذابة للغاية. ومع ذلك، فإن الرؤية منخفضة أيضاً". وأضاف أن بنين والكاميرون وساحل العاج وأنغولا والسنغال هي دول أخرى تعتبر جذابة كذلك.

ومن جهته، يقول كيفن دالي، مدير محافظ في "أبردين إنفستمنتس" (Abrdn Investments) ومقرها في لندن: "الدول الأفريقية ذات العائد المرتفع سوف تستفيد بشكل عام من تخفيف الاحتياطي الفيدرالي لسياساته النقدية، مع احتمال تفوق أداء دول ذات العائد المرتفع مثل نيجيريا وكينيا وأنغولا في المنطقة".

عاجل