مجلس الأمن يستعد للتصويت على عضوية فلسطين.. وأمريكا تلوح بالفيتو
يصوت مجلس الأمن الدولي، الخميس، على طلب فلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة من المتوقع أن تمنعها الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لأنها ستعترف فعلياً بالدولة الفلسطينية.
وقالت بعثة مالطا، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن في شهر أبريل، إن جلسة التصويت ستعقد على الساعة الخامسة بتوقيت نيويورك (21:00 بتوقيت جرينتش)، بشأن "انضمام أعضاء جدد" إلى الأمم المتحدة.
وخلال اليومين الأخيرين شهدت أروقة مجلس الأمن ما يشبه "معركة" بشأن موعد التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر.
وكان من المقرر أن يتم عقد الجلسة في بادئ الأمر الخميس، ولكن دبلوماسيين أعلنوا في وقت لاحق تأجيلها إلى الجمعة، وسط تحرك أمريكي لثني بعض الأعضاء على التصويت لصالح القرار، وهو ما عارضته بشدة المجموعة العربية، وتشبثت بيوم الخميس، قبل أن تعلن الرئاسة المالطية الموعد النهائي.
مسؤول أمريكي: سنستخدم الفيتو ضد المشروع
وقال مسؤول أمريكي لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة ستصوت، الخميس، ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ما يمنع المنظمة الدولية من الاعتراف فعلياً بدولة فلسطينية.
ولموافقة المجلس المؤلف من 15 عضواً على أي قرار، يلزم تأييد 9 دول على الأقل، وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، حق النقض (الفيتو).
ويقول دبلوماسيون إن هذا الإجراء يمكن أن يحظى بدعم ما يصل إلى 13 عضواً في المجلس، الأمر الذي سيجبر الولايات المتحدة على استخدام حق النقض (الفيتو).
وقالت الولايات المتحدة إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وليس في الأمم المتحدة.
وتتمتع فلسطين حالياً بصفة "دولة مراقبة غير عضو" داخل الأمم المتحدة، وهو اعتراف فعلي بالدولة وفق القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، لكن طلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن، ثم على الأقل ثلثي الجمعية العمومية.
وتأتي المساعي الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمجلس الأمن، الخميس، إن "التصعيد الأخير يزيد من أهمية دعم الجهود بحسن نية للتوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بالكامل وقابلة للحياة وذات سيادة".
وأضاف أن "الفشل في إحراز تقدم نحو حل الدولتين لن يؤدي إلا إلى زيادة التقلبات والمخاطر بالنسبة لمئات الملايين من الناس في جميع أنحاء المنطقة، الذين سيواصلون العيش في ظل التهديد المستمر بالعنف".
معارضة إسرائيلية
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن الفلسطينيين فشلوا في "استيفاء المعايير اللازمة ليصبحوا عضواً كاملاً في الأمم المتحدة"، والتي حددها على النحو التالي: "سكان دائمون، وأرض محددة، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع دول أخرى".
وتساءل أمام مجلس الأمن: "على من سيصوت المجلس على الاعتراف ومنح العضوية الكاملة؟ حماس في غزة؟ الجهاد في نابلس؟ من؟".
وقال إن منح العضوية الكاملة في الأمم المتحدة للفلسطينيين "لن يكون له أي تأثير إيجابي على أي طرف، ولن يؤدي إلا إلى الدمار لسنوات قادمة، وسيضر بأي فرصة للحوار في المستقبل".
في المقابل، قال زياد أبو عمرو، المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، "إن أولئك الذين يحاولون تعطيل وعرقلة تبني مثل هذا القرار.. لا يساعدون آفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وآفاق السلام في الشرق الأوسط بشكل عام".
ووجه أبو عمرو تساؤل إلى الولايات المتحدة قائلاً: "كيف يمكن أن يضر هذا (عضوية فلسطين بالأمم المتحدة) بآفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف يمكن لهذا الاعتراف، وهذه العضوية أن تضر بالسلام والأمن الدوليين؟".
وأضاف أبو عمرو أن العضوية الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة ليست بديلاً لمفاوضات سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين وحل القضايا العالقة، مضيفاً: "لكن هذا القرار سيمنح الأمل للشعب الفلسطيني في حياة كريمة داخل دولة مستقلة".