مبادرات ومشروعات وحملات لمكافحة الهجرة غير الشرعية والحفاظ على حياة شباب مصر
أكدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن مصر حققت نجاحًا كبيرًا في ملف مجابهة الهجرة غير الشرعية، حيث تمكنت من وقف خروج تلك الهجرات من شواطئها، وتعمل على توفير البدائل الناجحة للشباب، ضمن جهود التدريب من أجل التوظيف، بالتعاون والتنسيق مع مختلف مؤسسات ووزارات الدولة، بجانب القطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين.
وأوضحت جندي، أن الدولة المصرية تعاملت مع هذا الملف بشكل حاسم وشامل؛ إذ لم تكتف بمعالجة تلك القضية من الناحية الأمنية فقط عبر ضبط ومراقبة السواحل، بل تناولتها أيضًا اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، لاسيما بفضل مبادرة «مراكب النجاة» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم عام 2019، بجانب العمل على تنمية المجتمعات المحلية، ورفع الوعي لدى الشباب والأسر في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، لصون حياة شبابنا وتوفير حياة كريمة لهم.
دور مبادرة مراكب النجاة
وأضافت، أن هذه المبادرة الرئاسية، التي تم تكليف وزارة الهجرة بتنفيذها بالتعاون مع الجهات المعنية، كان لها دور كبير في التقليل من تلك الظاهرة في بلادنا، حيث هدفت إلى تقديم التوعية المجتمعية، مع توفير البدائل الآمنة من تدريب وفرص عمل في الداخل والخارج للشباب في الـ14 محافظة التي تعد الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، وذلك في مجالات العمل المختلفة، بعد دراسة احتياجات السوق والعمل على تلبيتها.
مكافحة الهجرة غير الشرعية
واستعرضت وزيرة الهجرة، جانبًا من هذه الجهود الكبيرة المبذولة من قبل وزارة الهجرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية في إطار مبادرة «مراكب النجاة»، إذ قامت بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بتنفيذ حملات «طرق الأبواب» وعقدت عشرات اللقاءات الجماهيرية في القرى والنجوع؛ لتوعية الأسر من خطورة الهجرة غير الشرعية على أولادهم، وتوفير برامج التدريب والتأهيل على المهن، وفرص العمل وريادة الأعمال للشباب بالتنسيق مع الوزرات والمؤسسات المعنية، علاوة على تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتكريم النماذج الناجحة منها، لتصبح مثالًا وقدوة إيجابية للشباب.
وسلطت، الضوء على الزيارات التي قامت بها في عدد من المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية للقاء الشباب والأسر في هذه المحافظات والمسؤولين في كل محافظة؛ من أجل الوقف على احتياجاتهم وتقديم الدعم والإرشاد والتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرع، مُؤكدة أن مجابهة الهجرة غير الشرعية عملية متكاملة، بداية من دراسة جذور المشكلة والعمل على تقديم أفضل الحلول الممكن تطبيقها، مرورًا بتوعية الشباب وتوفير البدائل الآمنة، كذلك إيصال الرسائل المجتمعية للقضاء على هذه الظاهرة، وعدم المجازفة بحياة أبنائنا في عرض البحر.
وتطرقت وزيرة الهجرة للدور الكبير الذي قام به المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، الذي تم إنشاؤه بقرار جمهوري لدعم المكون المصري من المشروع العالمي «الهجرة من أجل التنمية»، بهدف الإسهام في حركة الهجرة الآمنة والمنظمة، عن طريق التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، ومعاونة من يرغب في الحصول على فرص للهجرة خارج مصر.
وتابعت، في هذا الصدد، أن المركز يقدم النصح والإرشاد لإيجاد المسار الوظيفي الصحيح لشبابنا في وطنهم، وتوفير فرص عمل وتدريب للعمالة المصرية الماهرة وفقًا لاحتياج سوق العمل الألماني والأوروبي والمصري أيضًا، ضمن جهود الوزارة في إطار عملها بملف التدريب من أجل التوظيف، كذلك لإدماج العائدين من الخارج في المجتمع المصري اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث قدم المركز بالتعاون مع الجانب الألماني عشرات الدورات التدريبية وجلسات الاستشارات والتوعية للآلاف من الشباب، منذ انطلاقه.
وذكرت وزيرة الهجرة، أن مصر نجحت في القضاء على خروج مراكب الهجرة غير الشرعية من حدودها، فمنذ العام 2016 حتى يومنا هذا لم تخرج مركب واحدة محملة بمهاجرين غير شرعيين من شواطئ مصر، وهو ما يستلزم تكاتف الجهود والتعاون للحفاظ على هذا النجاح، لتوفير البدائل للشباب.
ونبهت، بأن آثار ظاهرة الهجرة غير الشرعية تنعكس على المجتمعات كافة، لذا يجب التعاون بين الجميع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإشراك الشباب في رحلة البناء، لذلك تحرص وزارة الهجرة على الاستثمار في الهجرة الآمنة، وهو ما تسعى القيادة المصرية إلى تعزيزه ودعمه، بمختلف الطرق، وهو ما تعمل الوزارة في استراتيجيها على تبنيه ووضع أطر تنفيذية تضمن له الاستمرارية والنجاح.
تقديم المساعدة
واختتمت وزيرة الهجرة تصريحاتها بالتأكيد على أن وزارتها على أتم استعداد لتقديم المشورة والمساعدة لكل من يرغب في الاستفادة من استراتيجية مصر لمجابهة الهجرة غير النظامية، قائلة: «إننا حريصون أيضًا على الانفتاح على مختلف التجارب للعمل وتكامل الجهود التي تصون حياة البشر وتحقق لهم تطلعاتهم وأحلامهم، ونسعى لنشر ملف التدريب من أجل التوظيف كأولوية وطنية وكآلية موحدة تمكن شبابنا من التنافس على المستوى العالمي ورفع قدراتهم التدريبية لتمكنهم من الحصول علي أفضل فرص التوظيف في مصر وخارجها، بدعم كامل من وزارة الهجرة».