السندات الأمريكية عند أعلى مستوياتها هذه السنة مع التركيز على التضخم
بدأ أكبر سوق للسندات في العالم الأسبوع بشكل دفاعي، مع تراجع الضغوط الجيوسياسية، واستعداد المتداولين لبيانات التضخم الرئيسية لهذا الأسبوع.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر، وجاءت على مستوى بعيد عن 4.5% الذي يراقبه بعض المستثمرين كعتبة يمكن أن تحدد ما إذا كانت أسعار الفائدة ستعود إلى أعلى مستوياتها في عام 2023.
تتبدد قناعة التجار بشأن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منها هذا العام بسرعة، وباتوا يتوقعون تخفيضين فقط.
ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرج" آراءهم، أن مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء سيظهر بعض التراجع في ضغوط التضخم. ومع ذلك، فإن المقياس الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، سيرتفع بنسبة 3.7% عن العام السابق، وهو أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
كتب استراتيجيون في بنك "مورجان ستانلي"، بما في ذلك ماثيو هورنباك في مذكرة: "بعد كسوف الشمس يوم الاثنين، سيحدد التضخم الأساسي في الولايات المتحدة ما إذا كان الظل الذي تتخذه الأسواق في تسعيرها المتزايد لخفض أسعار الفائدة في يونيو، سينمو بشكل أكبر أو سيختفي".
ارتفعت العائدات القياسية لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 4.42%، بعد أن بلغت 4.46% في وقت سابق من يوم الاثنين. ويحوم مؤشر "إس آند بي 500" بالقرب من 5200 نقطة. وكانت أسهم شركات "ميغا كابس" (الشركات التي تزيد قيمتها عن 200 مليار دولار) متباينة، مع انخفاض سهم "إنفيديا" وارتفاع سهم "تسلا" بنسبة 5% تقريباً. وانخفض سعر النفط بعد أن قالت إسرائيل إنها ستسحب بعض قواتها من غزة، في حين تجاوزت عملة بتكوين 71000 دولار.
ومع تشكيك بعض أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي في الحكمة من خفض أسعار الفائدة إذا ظل التضخم في نمط "ثابت"، فإن أرقام التضخم هذا الأسبوع قد يكون لها تأثير كبير عليها، وفقاً لكريس لاركين من "إي ترايد" في "مورجان ستانلي".
وأشار إلى أنه "بينما كان بنك الاحتياطي الفيدرالي متردداً في قراءة الكثير من بيانات التضخم الأعلى من المتوقع للأشهر المتتالية، فإن الشهر الثالث قد يدفعهم إلى تغيير موقفهم".
تراجع عن التوقعات
تراجع الاقتصاديون في بنك "جي بي مورجان تشيس" بقيادة مايكل فيرولي عن توقعاتهم بشأن أول خفض لسعر الفائدة بعد تقرير الوظائف القوي لشهر مارس. ويتوقعون الآن أن يبدأ المركزي في تخفيف السياسة النقدية في يوليو بدلاً من يونيو.
وقال جيسون برايد من "جلينميد" إنه "في حين يبدو أن المستثمرين ينتظرون بفارغ الصبر تخفيف السياسة النقدية، فإن البيئة الحالية لا تصرخ تماماً بتخفيضات أسعار الفائدة!"، مضيفاً أنه "مع وجود سوق عمل قوية، وتوسيع التصنيع وارتفاع أسعار السلع الأساسية، فمن المرجح ألا يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة".
تشير عقود المبادلة إلى حوالي 60 نقطة أساس من التيسير النقدي الأمريكي هذا العام، مما يعني أن التخفيضين هما النتيجة الأكثر ترجيحاً، ومن المتوقع أن يكون الأول بحلول سبتمبر، وفقاً لتسعير "بلومبرج". وفي يوم الجمعة، كانت فرصة الخفض الثالث لا تزال أعلى من 50%.
أسباب خاطئة
قد يكون الارتفاع في عوائد السندات مدفوعاً "بأسباب خاطئة"، وسيضع الأسهم تحت الضغط، وفقاً لاستراتيجيين من "جي بي مورغان" بقيادة ميسلاف ماتيجكا.
ويتوقع الفريق أن تنخفض عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، وسط ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، مع الإشارة إلى خطر بقاء التضخم مرتفعاً للغاية. وكتب الاستراتيجيون في مذكرة أنه نظراً لاحتمال ارتفاع التضخم، فإن الأسهم ذات تكاليف التمويل المرتفعة يمكن أن تظل تحت الضغط.
من المرجح أن يتوقف الارتفاع في أسواق الأسهم مؤقتاً مع بدء موسم الأرباح، حيث تتراجع عمليات إعادة الشراء خلال فترات التعتيم، وتتحول تدفقات الأسهم إلى ثبات بسبب الموسمية، وفقاً لاستراتيجيي "دويتشه بنك" بقيادة باراج ثات وبينكي تشادا.
موسم أرباح ضعيف
تتوقع وول ستريت موسم أرباح ضعيفاً من الشركات الأميركية، على الرغم من الصعود الكبير في سوق الأسهم في الربع الأول.
يتوقع الاستراتيجيون أن تسجل الشركات المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" أقل نمو في الأرباح على أساس سنوي منذ عام 2019، بنسبة 3.9% فقط، في الربع الأول، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتيليجنس".
ولكن السوق قد تكون على وشك تفجير مفاجأة، لأن هذه التوقعات قد تكون قاتمة للغاية، كما كانت الحال في الربع الرابع، عندما كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 1% تقريباً، وتبين أن النتائج الفعلية تزيد عن 8%.
وقال ريتشارد سابيرستين من "تريجر بارتنرز" إن "مرونة التضخم الأخيرة تقلل من ضرورة تخفيض أسعار الفائدة، ما يضع المزيد من الضغوط على الأرباح لدفع مكاسب السوق المستقبلية"، وأضاف: "نظراً لارتفاع مضاعفات السوق وعوائد السندات، فإننا نظل حذرين بشأن الأسهم، حتى يقدم موسم الأرباح دليلاً واضحاً على نمو الأرباح".
وضع كريستوفر هارفي من "ويلز فارجو سيكيوريتيز" للتو أعلى هدف لوول ستريت على مؤشر "إس آند بي 500" لعام 2024 بناءً على توقعاته بأن ارتفاع الأسهم الأميركية سيستمر خلال العام.
ورفع هارفي توقعاته لنهاية العام على المؤشر القياسي إلى 5535 نقطة من 4625 نقطة سابقاً، مما يجعله أكبر المراهنين على الصعود بين الاستراتيجيين الذين تتبعهم "بلومبرج".
وكتب هارفي للعملاء في مذكرة يوم الاثنين، أن إمكانات النمو من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتحسن توقعات الأرباح، هي من بين المحفزات الصعودية التي يراها، إلى جانب آفاق زمنية أطول وعتبات تقييم أعلى من المستثمرين.