رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

هبوط مؤشرات الأسهم الأمريكية مع تراجع عوائد سندات الخزانة

نشر
مستقبل وطن نيوز

انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل نشر تقرير الوظائف المنتظر يوم الجمعة، إذ أدى ارتفاع أسعار النفط وسط التوترات الجيوسياسية إلى الهروب إلى أكثر مناطق السوق أماناً. وارتفعت سندات الخزانة ومحى الدولار خسائره.

هبط مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 1.2%، ليتخلى عن مكاسبه السابقة مع تجاوز سعر مزيج برنت مستوى 90 دولاراً للبرميل بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده ستعمل ضد إيران ووكلائها وستعمل على إيذاء من يسعون للإضرار بها. من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي جو بايدن لنتنياهو في اتصال هاتفي يوم الخميس إن دعم الولايات المتحدة لحربه في غزة سيعتمد على خطوات جديدة لحماية المدنيين.

 

قال مات مالي من "ميلر تاباك+كو" (Miller Tabak + Co): "الأمر الحقيقي يكمن في السبب وراء عودة ارتفاع أسعار النفط، وهذه هي المشكلة الحقيقية". 

وأضاف: "الناس قلقون بشأن ضربة انتقامية من جانب إيران ضد إسرائيل. إذا حدث ذلك، فإن احتمالات تحوله إلى صراع إقليمي أوسع سترتفع بشكل كبير. إذا حدث صراع مباشر بين إسرائيل وإيران، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تقييد إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط. لم تكن هذه مشكلة حتى الآن، لكنها قد تصبح مشكلة بسرعة كبيرة".

انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية بكافة آجالها، حتى بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إن تخفيضات أسعار الفائدة قد لا تكون ضرورية هذا العام إذا توقف التقدم في مكافحة التضخم. وكان كاشكاري من بين أكثر من ستة من مسؤولي البنك المركزي أدلوا بتصريحات قبل صدور بيانات الوظائف لشهر مارس.

تقرير الوظائف


يرجح مسح أجرته بلومبرج للاقتصاديين أن تتواصل مكاسب التوظيف الصحية في الولايات المتحدة في مارس على أن يكون نمو الأجور معتدلاً. ويُتوقع أن ترتفع كشوف الأجور بما لا يقل عن 200 ألف للشهر الرابع على التوالي. ومن المرجح أن يرتفع متوسط ​​الأجر في الساعة 4.1% عن نفس الشهر من العام الماضي، وهو أقل صعود سنوي منذ منتصف 2021.

قال كريس لاركين من "إي*تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "كما هو الحال دائماً، سيكون لتقرير الوظائف الشهري الكلمة الأخيرة.. سوف يبحث المستثمرون عن رقم مثالي لا يمنح الاحتياطي الفيدرالي أي سبب لتأخير تخفيضات أسعار الفائدة، ولكنه لا يشير أيضاً إلى أن سوق العمل تشهد تراجعاً خطيراً".

 

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أنه ليس هناك إجماع واضح حول رد فعل السوق على تقرير الوظائف يوم الجمعة. من بين المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع، يعتقد 29% منهم أن الاستجابة ستكون "الإقبال على المخاطرة"، بينما توقع 32% "تجنب المخاطرة"، و39% يراهنون على ردود أفعال "مختلطة/ لا تذكر".

شراء سندات الخزانة


قال دينيس ديبوسشير من "22 في": "متوسط ​​الأجر في الساعة حلّ محل الرواتب باعتباره أهم مؤشر بتقرير الوظائف..وهذا يتوافق مع كون التضخم أكبر مصدر قلق للمستثمرين، لكنهم يراقبون أيضاً بيانات العمل عن كثب".

يميل مستثمرو السندات بقوة إلى شراء أوراق الخزانة عند أي عمليات بيع ناتجة عن بيانات التوظيف لشهر مارس، وفقاً لمسح أجراه فيل هارتمان وإيان لينجن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets).

 

ووجدوا أن 57% من المشاركين سيشترون إذا انخفضت أسعار سندات الخزانة بعد التقرير. وإذا ارتفعت أسعار السندات بعد التقرير، قال حوالي ثلثي المستثمرين إنهم لن يفعلوا شيئاً.

ماذا سيقول تقرير الوظائف؟


يونغ يو ما من"بي إم أو ويلث مانجمنت":


ستكون السوق شديدة التأثر بأي نقطة بيانات تشير إلى تضخم أكبر في المستقبل. إن خلق فرص العمل متوافق مع التقديرات أو حتى أقل قليلاً منها من شأنه أن يوفر بعض الدعم، وكذلك القراءة الأضعف للأجر بالساعة.

إن شهراً واحداً من البيانات ليس بهذه الأهمية في الصورة الأكبر للوضع، لكن سيكولوجية السوق الحالية بدأت تميل بعيداً عن فكرة أن مسار تقهقر التضخم متماسك، لذا فإن البيانات التي ستتوافق مع التوقعات ستدعم الأسواق.

 

أوسكار مونوز وجينادي جولدبرج من "تي دي سيكيوريتيز":


نتوقع أن تفقد كشوف الأجور المزيد من الزخم في مارس، على أن تأتي أقل بقليل من مستوى 200 ألف وظيفة.

يمكن أن تؤدي الأرقام الأقل من متوسط التوقعات إلى ظاهرة "منحنى الثيران" (والمقصود انخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل بشكل أسرع من نظيرتها طويلة الأجل، مما يؤدي إلى زيادة الفارق بين العوائد)، مع عودة توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة. أشارت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى التركيز على بيانات التضخم أكثر من بيانات النمو، لكن رئيس البنك جيروم باول أشار إلى "مخاطر في اتجاهين" لسياستهم النقدية. نتوقع أن نرى إعادة تسعير أكبر في السوق بناءً على بيانات أضعف بدلاً من أرقام قوية.

 

كريس سينيك من "وولف ريسرش":


في حين أنه من المرجح أن تتفاعل السوق مع أي انحرافات متواضعة عن الإجماع، فإننا نشعر أن الأمر سوف يتطلب مفاجأة كبيرة على الجانب الصعودي أو الهبوطي لتغيير توقعات سوق العقود الآجلة بشكل مستدام عن خفض الفائدة 3 مرات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة تصل لأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر

ماثيو ويلر من "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم":


باستعراض البيانات ونماذجنا الخاصة، نرجح أن تأتي المؤشرات الرئيسية أعلى قليلاً من التوقعات في تقرير الوظائف غير الزراعية لهذا الشهر، مع احتمال أن يأتي نمو الوظائف الرئيسي بين نطاق 200 ألف و250 ألف وظيفة، وإن كان ذلك في ظل وجود نطاق كبير من عدم اليقين بالنظر إلى الوضع الحالي والظروف العالمية.

 

فيل هارتمان من "بي إم أو كابيتال ماركتس":


يُتوقع على نطاق واسع أن يؤدي تقرير حالة التوظيف لشهر مارس إلى تعزيز استمرار قوة سوق العمل، والتي استمرت في منح الاحتياطي الفيدرالي المرونة الكافية لاستمرار أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول.

عاجل