الأمم المتحدة: الحصار الإسرائيلي على غزة عقاب جماعي وقد يصل إلى استخدام التجويع كسلاح حرب
عبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن صدمته إزاء عمليات القتل الأخيرة التي استهدفت 15 من العاملين في المجال الطبي والإنساني داخل قطاع غزة. وأكد أن هذه الحوادث تعزز المخاوف بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب، داعيًا إلى فتح تحقيق مستقل وسريع وشامل، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي انتهاك للقانون الدولي.
استهداف المدنيين ومخيمات النازحين
خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي، أكد تورك أن الجيش الإسرائيلي يواصل قصف المخيمات التي تؤوي آلاف النازحين الذين اضطروا للفرار من أماكنهم عدة مرات، وسط انعدام أي ملاذ آمن. وأوضح أن الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء لا تتماشى مع متطلبات القانون الدولي الإنساني، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين.
الحصار الإسرائيلي والعقاب الجماعي
وصف تورك الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ شهر بأنه يصل إلى مستوى العقاب الجماعي، مشيرًا إلى أنه قد يرقى لاستخدام التجويع كأسلوب حرب. وأضاف أن القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والمياه والكهرباء والوقود والأدوية، تؤثر على جميع سكان القطاع. كما حذر من انهيار النظام الاجتماعي، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
قلق من الخطاب التحريضي والاستيطان غير القانوني
أعرب المفوض السامي عن قلقه الشديد إزاء التصريحات التحريضية التي يدلي بها كبار المسؤولين الإسرائيليين، والمتعلقة بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها وتقسيمها، فضلًا عن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأكد أن مثل هذه التوجهات تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، الذي يحظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة.
وفي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، أشار تورك إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني وتدمير مخيمات اللاجئين، مؤكدًا أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني يتواصل بلا توقف، في الوقت الذي يدعو فيه بعض الوزراء الإسرائيليين إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.
دعوة إلى وقف إطلاق النار وتحذيرات من جرائم فظيعة
حث تورك على ضرورة العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة دون أي عوائق، محذرًا من تزايد خطر ارتكاب جرائم فظيعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ختام حديثه، شدد تورك على أنه لا يوجد أي مبرر للهجمات التي استهدفت التجمعات السكانية الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، ولكنه أكد في الوقت ذاته أن العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
